وثالثاً: في «أهل البيت» في الآية: الحسن والحسين، وإن نفس الدليل الذي أقامه الحافظ السّهيلي وغيره على تفضيل الزهراء دليل على أفضلية الحسنين، بالإضافة إلى الأدلّة الاخرى، ومنها «آية التطهير» و«حديث الثقلين» الدالّين على «العصمة»، ولا ريب في أفضليّة المعصوم من غيره.
ورابعاً: في «أهل البيت» في الآية: أمير المؤمنين عليه السلام، وهي ـ مع أدلّة غيرها لا تحصى ـ تدلّ على أفضليّته على جميع الخلائق بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
وخامساً: كون المراد من الآية: (اْلأَتْقَى…) «أبو بكر» هو قول انفرد القوم به، فلا يجوز أن يعارض به القول المتفق عليه.
وسادساً: كون المراد بها «أبو بكر» أوّل الكلام، وقد تقدّم الكلام على ذلك.
وقال: «وأيضاً: فإن السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار… فما دعا به النبي…»(1).
وحاصله: أفضلية «السّابقين الأوّلين…» من «أهل البيت» المذكورين.
ويرد عليه: ما ورد على كلامه السابق، فإن هذا فرع أن يكون الواقع من النبي صلّى اللّه عليه وآله هو صرف «الدعاء».. وقد عرفت أن الآية تدلّ على أن الإرادة الإلهيّة تعلّقت بإذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً، فهي دالّة على عصمة «أهل البيت»، وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وأعلن للأمة الإسلامية أنهم: هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
(1) منهاج السنّة 5 / 14 ـ 15.