أقول:
أمّا تكذيبه كون أبي بكر وعمر في الجيش، فإنه هو الكاذب، لأن ذلك ممّا أجمع عليه المحدّثون والمؤرخون وأرباب السير كما سيأتي فيما بعد، ويكفي هنا أن ننقل عبارة ابن حجر في شرح البخاري في إثبات ذلك، فإنه قال:
«كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي صلّى اللّه عليه وآله بيومين… فبدأ برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجعه في اليوم الثالث، فعقد لأسامة لواء بيده، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف، وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار، منهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم، فتكلّم في ذلك قوم… ثم اشتدّ برسول اللّه وجعه فقال: أنفذوا بعث أسامة… وقد روي ذلك عن: الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر..»(1).
وأمّا دعواه أن النبي صلّى اللّه عليه وآله أمر أبا بكر بالصّلاة، فهذه دعوى تحتاج إلى إثبات. وسنبحث عن القضيّة في محلّها المناسب بالتفصيل التام إن شاء اللّه، بما لا يدع مجالاً للشك في كون هذه الدعوى كاذبة كسابقتها.
(1) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 8 / 115.