تعظيمهم عائشة وقضاياها مع النبي وعلي
قال قدس سرّه: وعظّموا أمر عائشة على باقي نسوانه مع أنه صلّى اللّه عليه وآله كان يكثر من ذكر خديجة بنت خويلد وقالت له عائشة: إنك تكثر من ذكرها وقد أبدلك اللّه خيراً منها! فقال لها: واللّه ما بُدِّلتُ بها من هو خير منها: صدّقتني إذ كذّبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، وأسعدتني بمالها، ورزقني اللّه الولد منها ولم أرزق من غيرها!
الشرح
هذا الخبر أخرجه بهذا اللّفظ أو ما يقاربه ابن عبد البر، وابن حجر العسقلاني بترجمتها، وكذا غيرهما من الأعلام، وابن تيمية لم ينكره صراحة ولم يجب عنه في الظاهر، غير أنه قال:
إن أهل السنّة ليسوا مجمعين على أن عائشة أفضل نسائه، بل قد ذهب إلى ذلك كثير من السنّة، واحتجّوا بما في الصحيحين عن أبي موسى وعن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام… .
وفي الصحيح عن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول اللّه، أي النساء أحبّ إليك؟ قال: عائشة، قلت: ومن الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال عمرو: سمّى رجلاً(1).
فتراه يعترف بما ذكره العلاّمة ـ لكن مع عزو ذلك إلى كثير من أهل السنة!! ـ ثم يحتج لهم بما رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك وعمرو بن العاص، وهم رؤوس الكذب والخيانة!!
(1) منهاج السنّة 4 / 301 ـ 303.