فهذه طائفة من مصادر الحديثين، فلماذا لم يسمّوا عليّاً بـ(الفاروق) وسمّوا عمر بهذا الاسم؟ والحال أنه لم يرد ذلك في حديث ولو من طرقهم وفي واحد من كتبهم.
ولا يخفى أن الرجل لم يتعرّض لهذه الناحية أصلاً، وكأنه قد أطنب في كلامه لئلاّ يطالب بدليل معتبر على تسميتهم عمر بـ(الفاروق).
بل قد ذكر الكاندهلوي عن عمر بن شبّة أنه روى عن ابن شهاب أنه قال:
«بلغنا أن أهل الكتاب أوّل من قال لعمر الفاروق. ولم يبلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ذكر من ذلك شيئاً، ولم يبلغنا أن ابن عمر قال ذلك»(1).
(1) حياة الصحابة 2 / 22 ـ 23.