ترجمة أبي العلاء العطّار
فظهر أن للحافظ أبي العلاء العطّار كتاباً في مناقب أمير المؤمنين، وقد روى هذا الحديث فيه، وإذا ما عرف الإنسان المؤمن المنصف هذا الحافظ في علمه وورعه وزهده، فسيكون القدر المتيقن له عدم جواز التسرّع على الحكم بوضع هذا الحديث الشريف، وإليك طرفاً من أحواله من الكتب المعتبرة وخاصّة من سير أعلام النبلاء:
قال الذهبي: «الإمام الحافظ المقري العلاّمة شيخ الإسلام أبو العلاء… شيخ همذان بلا مدافعة… قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ متقن ومقرئ فاضل، حسن السيرة جميل الأمر مرضي الطريقة عزيز النفس، سخي بما يملكه، مكرم للغرباء، يعرف الحديث والقراءات والآداب معرفة حسنة، سمعتُ منه بهمدان.
وقال الحافظ عبد القادر: شيخنا أشهر من أن يعرف، تعذّر وجود مثله من أعصار كثيرة، على ما بلغنا من سير العلماء والمشايخ. أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما يسمع وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطّه… وبرع على حفّاظ عصره في حفظ ما يتعلّق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير… وكان يقرى نصف نهاره الحديث ونصفه القرآن والعلم. ولا يغشى السلاطين ولا تأخذه في اللّه لومة لائم… وكان حسن الصّلاة، لم أر أحداً من مشايخنا أحسن صلاة منه… وكان يفتح عليه من الدنيا جمل، فلم يدّخرها بل ينفقها على تلامذته، وكان عليه رسوم لأقوام، وما كان يبرح عليه ألف دينار همدانية أو أكثر من الدين مع كثرة ما كان يفتح عليه».
ثم قال الذهبي: «كان أبو العلاء الحافظ في القراءات أكبر منه في الحديث، مع كونه من أعيان أئمة الحديث، له عدّة رحلات إلى بغداد وأصبهان ونيسابور» ثم روى بإسناده عنه حديثين(1).
وكذلك ترجم له في سائر كتب التاريخ والرجال.
وقال الصفدي: «وجمع بعضهم كتاباً في أخباره وأحواله وكراماته وما مدح به من الشعر وما كان عليه»(2).
(1) سير أعلام النبلاء 21 / 40 ـ 47.
(2) الوافي بالوفيات 11 / 296.