وصيّة النبي بالحسنين
قال قدس سره: وقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يكثر الوصية للمسلمين في ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ويقول لهم: هؤلاء وديعتي عندكم، وأنزل اللّه تعالى فيهم: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
الشرح:
قال ابن تيمية: فهذا الحديث لا يعرف في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها.
أقول:
ليس المقصود خصوص لفظ «الوصية» و«الوديعة» بل معناهما، ولقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يكثر وصية المسلمين في أهل بيته كلّهم عليهم السلام ويأمر الأمة بحسن معاملتهم واتباعهم، ولعلّ من أحسن الأدلة والشواهد على ذلك حديث الثقلين المتواتر بين المسلمين، وسيأتي الكلام عليه بالتفصيل سنداً ودلالة في محلّه إن شاء اللّه تعالى.
وكذا في خصوص الحسن والحسين، وأي دليل أدلّ وأبلغ من الروايات الواردة في إيجاب حبهما والتحذير من بغضهما، فراجع:
مسند أحمد 5 / 369، صحيح الترمذي وصحيح ابن ماجة في فضائلهما. والمستدرك على الصحيحين 3 / 166 وسنن البيهقي 2 / 263، وحلية الأولياء 8 / 305، وتاريخ بغداد 1 / 138 ـ 143 والإصابة والاستيعاب في ترجمتهما، ومجمع الزوائد 9 / 180 وغيرها.
وأمّا الآية المباركة، فسنتكلّم عن دلالتها على وجوب مودّة أهل البيت واتّباعهم، بالنظر إلى الروايات والأقوال، حيث يستدلّ بها العلاّمة رحمه اللّه.
Menu