الحديث العاشر: لمبارزة علي…
قال الحاكم: «حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس ـ رضي اللّه عنهما ـ قال: قتل رجل من المشركين يوم الخندق، فطلبوا أن يواروه فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى أعطوه الدية. وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود، قتله علي بن أبي طالب مبارزة.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وله شاهد عجيب: حدّثنا لؤلؤ بن عبد اللّه المقندري(1) في قصر الخليفة ببغداد، ثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري بدمشق، ثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنّيس، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا سفيان الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لمبارزة علي… الحديث»(2).
وقال الخطيب: «لؤلؤ بن عبد اللّه، أبو محمد القيصري. حدّث عن… حدّثنا عنه: علي بن عبد العزيز الطاهري وأبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن عمر بن بكير المقرىء.
أخبرنا الطاهري، حدّثنا لؤلؤ بن عبد اللّه القيصري، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد النصيبي الصوفي بالموصل، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن شدّاد، قال: حدّثني محمد بن سنان الحنظلي، حدّثني إسحاق بن بشر القرشي، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه عن النبي… .
سألت البرقاني عن لؤلؤ القيصري فقال: كان خادماً، حضر مجلس أصحاب الحديث، فعلّقت عنه أحاديث. فقلت: فكيف حاله؟ قال لا أخبره.
قلت: ولم أسمع أحداً من شيوخنا يذكره إلا بالجميل»(3).
وأرسله سعد الدين التفتازاني إرسال المسلَّم(4).
فهل يصغي المؤمن المنصف لقول الذهبي: «قبح اللّه رافضيّاً افتراه»(5).
ثم إن هذا الحديث قد ورد في بعض الكتب المعتبرة للقوم بلفظ آخر:
قال في المواقف: «تواتر مكافحته للحروب ولقاء الأبطال وقتل أكابر الجاهليّة، حتى قال عليه السلام يوم الأحزاب: لضربة علي خير من عبادة الثقلين، وتواتر وقائعه في خيبر وغيره»(6).
وكذا أرسله إرسال المسلّم في شرح المقاصد(7).
وفي بعض الكتب أنه عليه السلام لما خرج إلى عمرو بن عبدود قال رسول اللّه: «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه»(8).
وعند المقارنة بين كلّ هذا المتفق على روايته بين الموافقين والمعتقدين لخلافة أبي بكر، وبين ما ثبت بالقطع واليقين، من فرار أبي بكر وغيره في أحد وحنين، يظهر من الأولى بالاتّباع، وهذا هو مقصود العلاّمة الحلّي!
(1) في تاريخ بغداد: القيصري.
(2) المستدرك 3 / 32.
(3) تاريخ بغداد 13 / 19.
(4) شرح المقاصد 2 / 300.
(5) تلخيص المستدرك. ذيله 3 / 32.
(6) شرح المواقف 8 / 371.
(7) شرح المقاصد 2 / 301.
(8) شرح نهج البلاغة 13 / 261.