الحديث الرابع: عن أبي ذر
هذا أحد الأحاديث الواردة في الباب وهي كثيرة. وفي هذا الحديث عدم نفع الأعمال إلا بحبّ علي عليه السلام.
وفي بعضها الآخر: أنه إن لم يدرك محبّة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ أكبّه اللّه على منخريه في النار، ومن ذلك: ما أخرجه الطبراني وابن عساكر، وعنهما الحافظ أبو عبد اللّه الكنجي حيث قال:
«أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل بن عبد اللّه الدمشقي بحلب، أخبرنا محمد بن إسماعيل بن محمد الطرسوسي، أخبرنا أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي، أخبرنا أبو الحسن ابن فادشاه، أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أخبرنا الحسين بن إدريس التستري، حدّثنا أبو عثمان طالوت بن عباد الصيرفي البصري، حدّثنا فضال بن جبير، حدّثنا أبو امامة الباهلي قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: إن اللّه خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنها أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها. فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ عنها هوى.
ولو أن عبداً عبد اللّه بين الصّفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا ]محبتنا[ أكبّه اللّه على منخريه في النار. ثم تلا (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
قلت: هذا حديث حسن عال. رواه الطبراني في معجمه كما أخرجناه سواء. ورواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتّى»(1).
وفي بعضها الآخر، إضافة أنه إذا عمل تلك الأعمال وكان مبغضاً لعلي عليه السلام أكبّه اللّه في النار على منخريه… وهي أحاديث كثيرة.
ومن الأحاديث ما ورد بالأسانيد المستفيضة بل المتواترة في أنه: ويلٌ لمن أبغضه، ولا بأس بذكر هذا الحديث الذي أخرجه ابن عساكر بأسانيده إذ قال:
«أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرى، نا أبو عروبة، نا هلال بن بشر.
ح وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا أبو الحسن هلال بن بشر البصري.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن طاهر، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، نا الحاكم أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين ـ إملاء ـ أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا هلال بن بِشر، نا عبد اللّه بن موسى أبو بشر الطويل، عن أبي هاشم صاحب ـ وفي حديث أبي عروبة: بياع ـ الرمان، عن زاذان عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ـ وفي حديث الخلال النبي صلّى اللّه عليه وآله ـ يقول لعلي: محبّك محبي ومبغضك مبغضي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، وأبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم الشحامي، قالوا: أنا سعيد بن محمد البحري.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو القاسم القشيري، وأحمد بن منصور بن خلف.
ح وأخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، وأبو محمد السيدي، وأبو القاسم الشحامي، قالوا: أنا أبو يعلى الصابوني، قالوا: أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسن بن الشرقي، أنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس.
أن النبي صلّى اللّه عليه وآله نظر إلى علي بن أبي طالب فقال: «أنت سيّد في الدنيا، سيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني، وحبيبك حبيب اللّه، ومن أبغضك فقد أبغضني، وبغيضك بغيض اللّه، والويل لمن أبغضك من بعدي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرى على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري وأنا حاضر، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب المزكي ابن أخي أحمد، نا أيوب الزاهد، نا أحمد بن حمدون بن عمارة الحافظ، نا أحمد بن الأزهر، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، نا عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عباس قال:
نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى علي بن أبي طالب فقال: أنت سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، والويل لمن أبغضك من بعدي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلال أنا محمد بن عثمان النفري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن محمد بن سوادة، نا عمرو بن عبد الغفار، نا نصير بن عبد الأشعث، حدّثني كثير النواء، عن أبي مريم الخولاني، عن عاصم بن ضمرة، قال: سمعت عليّاً يقول: إن محمداً صلّى اللّه عليه وآله أخذ بيدي ذات يوم فقال: من مات وهو يبغضك ففي ميتة جاهلية، يحاسب بما عمل في الإسلام، ومن عاش بعدك وهو يحبّك ختم اللّه له بالأمن والايمان]، كلّما طلعت[ شمس وغربت حتى يرد علي الحوض»(2).
(1) كفاية الطالب: 178.
(2) تاريخ دمشق 42 / 292.