الحديث الثاني: حديث المعراج
لم يتكلّم ابن تيمية على سنده وإنما قال: «إن هذا من كذب الجهّال الذين لا يحسنون أن يكذبوا، فإن المعراج كان بمكة قبل الهجرة… وقوله: أما ترضى… قاله في غزوة تبوك وهي آخر الغزوات عام تسع من الهجرة…»(1).
وهذا ملخّص كلامه بلفظه، فهو يكذّب هذا الخبر من جهة أن المعراج كان بمكّة، والحديث: أما ترضى… كان بالمدينة عام تسع، فكيف يقال: إن الملائكة ليلة المعراج سمعوا قوله: أما ترضى…؟
أقول:
سواء كان ابن تيمية جاهلاً أو يتجاهل، فإن الإشكال يندفع إذا علمنا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لعلي: أما ترضى… في مواطن عديدة، وليس في غزوة تبوك فقط، وسيأتي تفصيل الكلام في محلّه إن شاء ا للّه، فانتظر.
والشيء المهمّ الذي أغفله ابن تيمية في هذا الحديث هو: اشتياق الملائكة لأمير المؤمنين عليه الصّلاة والسلام، ولهذا المعنى شواهد كثيرة في أخبار القوم، والحال أنه لا يوجد حديث واحد من هذا القبيل يروونه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في أبي بكر بن أبي قحافة، فمن الأفضل والأولى بالإتباع؟
(1) منهاج السنّة 5 / 66 ـ 67.