الحديث الثالث: خلق اللّه من نور وجه علي…
رواه أبو المؤيد الخوارزمي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني(1) بإسناده من طريق محمد بن أحمد بن شاذان، عن هدبة بن خالد(2)، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن أنس بن مالك.
وهذا من جملة الأحاديث الواردة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في حبّ الملائكة لأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته واستغفارها لهم، وهي أحاديث كثيرة ومضامينها جليلة.
ومن أطرف هذه الأحاديث ما رواه الخوارزمي أيضاً من طريق الحافظ أبي العباس ابن عقدة الكوفي(3) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر عبد اللّه بن عبد الرحمن قال: سمعت عثمان بن عفان قال سمعت عمر بن الخطاب: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: إن اللّه خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبّحون ويقدّسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده»(4).
وكذلك كانت عقيدة الصحابة فيه عليه السلام: ففي كتاب الفضائل لأحمد، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: «وذكر عنده علي بن أبي طالب فقال: إنكم لتذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبرئيل فوق بيته»(5).
بل في حديث أخرجه ابن عساكر: أن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان يستغفر بنفسه لشيعة علي عليه السلام، قاله في خطبة له رواها جابر ولفظه: «إن اللّه علّمني أسماء أمتي كلّها كما علّم آدم الأسماء كلّها، ومثل لي أمتي في الطين، فمرّ بي أصحاب الرّايات، فاستغفرت لعلي وشيعته»(6).
هذا، ولو أردنا تصحيح أسانيد ما رووه في هذا الباب لطال بنا المقام، لكن المهم: هو أن هذه أحاديث رواها الموافق والمخالف، ولم يرد مثلها في حق أبي بكر حتى في كتب المعتقدين بإمامته… فمن الأولى بالاتّباع؟
(1) توجد ترجمته في الكامل في التاريخ 11 / 411.
(2) صحّف في الكتاب إلى: حدية بن غالب.
(3) توجد ترجمته في الوافي بالوفيات 7 / 258، البداية والنهاية 11 / 236.
(4) مقتل الحسين 1 / 97.
(5) مناقب أحمد: 162 رقم 237 من زيادات القطيعي.
(6) تاريخ دمشق 20 / 149.