قال قدس سره: وذهبت الأشاعرة إلى أن اللّه تعالى مرئىٌّ بالعين مع أنه مجرّد عن الجهات وقد قال تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) وخالفوا الضرورة في أن المدرك بالعين يكون مقابلاً أو في حكمه، وخالفوا جميع العقلاء في ذلك.
الشرح:
ذكر ابن تيمية: «أما إثبات رؤية اللّه تعالى بالأبصار في الآخرة، فهو قول سلف الأمة وأئمتها وجماهير المسلمين من أهل المذاهب الأربعة وغيرها، وقد تواترت فيه الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله عند علماء الحديث، وجمهور القائلين بالرؤية يقولون يرى عياناً مواجهة كما هو المعروف بالعقل… وإذا كان كذلك، فتقدير أن يكون بعض أهل السنّة المثبتين أخطأوا في بعض أحكامها، لم يكن ذلك قدحاً في مذهب أهل السنّة والجماعة، فإنا لا ندّعي العصمة لكلّ مصنّف منهم»(1)!!
قال قدس سره: وذهبوا إلى تجويز أن يكون بين أيدينا جبال شاهقة من… .
الشرح:
قال ابن تيمية: «إن الأشعريّة تقول: إن اللّه قادر على أن يخلق بحضرتنا ما لا نراه ولا نسمعه من الأجسام والأصوات، وأن يرينا ما بَعُد منا. لا يقولون: إن هذا واقع…»(2).
وهذا اعتراف منه وقبول لما ذهبوا إليه، والعلاّمة لم ينسب إليهم الوقوع بل التجويز، ولو قالوا بالوقوع لحكم عليهم بالجنون المحض!!
قال قدس سره: وذهبوا إلى أنه تعالى آمرٌ وناه في الأزل… .
الشرح:
قد اعترف ابن تيمية بأنه مذهب الأشاعرة وخاصّة الكلابية(3)، وهم أتباع: عبد اللّه بن سعيد الكلابي القطان البصري المتوفى سنة 240.
(1) منهاج السنة 3 / 341 ـ 342. وانظر: المواقف: 430، والملل والنحل 1 / 91.
(2) منهاج السنة 3 / 349.
(3) منهاج السنة 3 / 353.