قال قدس سره: ثم مرض المتوكل، فنذر إن عوفي تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جواباً، فبعث إلى علي الهادي عليه السلام يسأله فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهماً… .
الشرح:
قال الخطيب البغدادي الحافظ: «أخبرني الأزهري، حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه ابن محمد المقرئ، حدّثنا محمد بن يحيى النديم، حدّثنا الحسين بن يحيى قال: اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال: لئن برئت لأتصدّقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله. فقال: يتصدّق بثلاث وثمانين ديناراً. فعجب قوم من ذلك، وتعصّب قوم عليه، وقالوا: تسأله ـ يا أمير المؤمنين ـ من أين له هذا؟ فردّ الرسول إليه فقال له:
قل لأمير المؤمنين: في هذا الوفاء بالنذر، لأن اللّه تعالى قال (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة) فروى أهلنا جميعاً أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطناً، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين. وكلّما زاد أمير المؤمنين من فعل الخير كان أنفع له، وأُجر عليه في الدنيا والآخرة»(1).
ورواه الحافظ ابن الجوزي عن أبي منصور القزاز عن الخطيب بإسناده كذلك(2).
ورواه الصفدي بترجمته عليه السلام كذلك(3).
ورواه غير هؤلاء.
(1) تاريخ بغداد 12 / 56 ـ 57.
(2) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 12 / 74.
(3) الوافي بالوفيات 22 / 48.
Menu