ترجمة أبي الصلت الهروي
الثالث: في بيان حال أبي الصلت الهروي:
كان أبو الصّلت عبد السّلام بن صالح الهروي من أصحاب الإمام الرضا والملازمين له، والرواة لأحاديثه وأخباره، بل في (تهذيب الكمال): «وهو خادم علي بن موسى الرضا».
وقد ذكروا بترجمته أنه كان عالماً فقيهاً أديباً، يردّ على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية والزنادقة والقدرية ويناظرهم، وفي كلّ ذلك كان الظفر له.
وذكروا أيضاً: أنه كان يقدّم أبا بكر وعمر ولا يذكر أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله إلا بالجميل.
ولهذه الأمور وغيرها، فقد وثّقه غير واحد من الأئمة، وعلى رأسهم إمام أهل الجرح والتعديل يحيى بن معين(1).
لكنهم مع ذلك رموه بالتشيع، لروايته عن الإمام الرضا وغيره بعض المناقب والفضائل لأمير المؤمنين عليه السلام، الدالّة على أفضليّته وإمامته بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، كحديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، ثم أفرط بعض المتعصّبين وجعل يتكلّم في الرجل ويقع فيه. حتى قال الجوزجاني ـ المعروف بالنصب(2) ـ : «كان أبو الصلت الهروي زائغاً عن الحق مائلاً عن القصد».
وقال ابن عدي: «له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت وهو متهم فيها».
وقال الدارقطني: «كان رافضياً خبيثاً»(3).
وكلّ ذلك، كما توحي به كلماتهم، لروايته فضائل أهل البيت… وإلا فالرجل ثقة صدوق… وهذا ما نصّ عليه الحافظ ابن حجر حيث قال: «صدوق، له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب»(4).
(1) كذا قالوا في حقه، من ذلك: تقريب التهذيب 2 / 358.
(2) أنظر: لسان الميزان 1 / 16.
(3) لاحظ الكلمات بترجمته من الكتب الرجالية، كتهذيب الكمال 18 / 73.
(4) تقريب التهذيب 1 / 600.