روايات في فضل زيد بن علي
وأمّا «أن الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين» ففرية شنيعة كرّرها الرجل في كتابه على الإمامية… فإن الشيعة الإمامية تعظّم زيداً وتحترمه، وتروي عن النبي والأئمة المدح والثناء عليه.
كالحديث الذي رواه رئيس محدّثيهم الشيخ الصّدوق عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال للحسين: «يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يتخطّى هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب»(1).
وعن الصّادق عليه السلام أنه قال: «إن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه»(2).
وعن الرضا عليه السلام: «كان من علماء آل محمد، غضب للّه فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله»(3).
وأمّا كلمات المدح والثناء والتعظيم من كبار علماء الطائفة فكثيرة جدّاً.
قال المفيد: «كان زيد بن علي بن الحسين عين أخوته بعد أبي جعفر عليه السلام، وكان ورعاً عابداً فقيهاً سخياً شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسين عليه السلام» ثم روى بأسانيده أخباراً في فضله وقال: «لما قتل بلغ ذلك من أبي عبد اللّه عليه السلام كلّ مبلغ، وحزن له حزناً شديداً عظيماً حتى بان عليه، وفرّق من ماله على عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار»(4).
قال قدس سره: واللّه ما نالوا ذلك إلا بطاعة اللّه، فإن أردت أن تنال بمعصية اللّه ما نالوه بطاعته، إنك إذاً لأكرم على اللّه منهم!
الشرح:
روى هذا الخبر المناوي عن أهل السير(5).
قال قدس سره: وضرب المأمون اسمه على الدراهم والدنانير، وكتب إلى الآفاق ببيعته، وطرح السواد ولبس الخضرة.
(1) عيون أخبار الرضا 2 / 226.
(2) رجال الكشي: 184.
(3) عيون أخبار الرضا 2 / 225.
(4) الإرشاد 2 / 171 ـ 173.
(5) فيض القدير 2 / 587.