الوجه الرابع
قال قدس سره: الوجه الرابع: أن الإمامية أخذوا مذهبهم عن الأئمة المعصومين عليهم السّلام، المشهورين بالفضل والعلم والزهد والورع… ومنهم تعلّم الناس العلوم… .
تعريف مجمل بالأئمّة الاثني عشر عليهم السلام
الشرح:
أخذ الإمامية مذهبهم عن الأئمة عليهم السّلام، من الأمور الواضحة المتفق عليها بين المؤالف والمخالف، وهذه كتبهم في الحديث والفقه والرجال تشهد بذلك، فلا يصغى إلى قول ابن تيمية:
«لا نسلّم أن الإماميّة أخذوا مذهبهم من أهل البيت… وليس للشيعة أسانيد بالرجال المعروفين مثل أسانيد أهل السنّة حتى ننظر في إسنادها وعدالة الرجال، وإنما هي منقولات منقطعة»(1).
ثم إنه رمى علماء الشيعة ورواتها بالكذب ، ونفى العصمة عن أمير المؤمنين والأئمة، ونسب إلى الشيعة آراء وفرقاً عديدة… مما هو بالسكوت عليه أجدر، فاللّه حسيبه والأئمة خصماؤه.
وأمّا تعلُّم الناس العلوم من الأئمة عليهم السّلام، فستعلم ذلك بتراجمهم حيث نذكر تلمُّذ كبار العلماء عليهم.
وأمّا انتشار علوم الإسلام من أمير المؤمنين عليه السلام، فسيشرحه العلاّمة نفسه ونزيده بياناً إن شاء اللّه تعالى.
قال قدس سره: ونزل في حقهم: (هَلْ أتَى)، وآيةُ الطهارة، وإيجاب المودة لهم، وآية الإبتهال، وغير ذلك. وكان علي عليه السلام يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة، ويتلو القرآن مع شدّة ابتلائه بالحروب والجهاد… .
الشرح:
هذه سورة الإنسان. وأشار رحمه اللّه إلى آيات سيأتي ذكر نزولها بشأن أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السّلام، مع الجواب عما قاله ابن تيمية.
كما سيأتي بيان صلاة أمير المؤمنين في كلّ يوم وليلة ألف ركعة، مع التعرّض لما قاله ابن تيمية.
(1) منهاج السنة 4 / 16.