الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
قال قدس سره: فأوّلهم علي بن أبي طالب عليه السلام، كان أفضل الخلق بعد رسول اللّه، وجعله اللّه تعالى نفس رسول اللّه حيث قال: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ). وآخاه الرسول، وزوّجه ابنته وفضْلُهُ لا يخفى… .
الشرح:
كونه أفضل الخلق بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثابت من الآيات الكريمة الواردة في حقّه، ومن الأحاديث التي رواها القوم في فضله ـ وفي بعضها التصريح بالأفضليّة ـ ومن الصفات المتوفّرة فيه دون غيره، وستقف على ذلك كلّه في خلال بحوث الكتاب.
ومن هنا ذهب جماعة من أعلام الصّحابة والتابعين إلى أفضليّته بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، كما تقدّم عن كتاب الإستيعاب وغيره، وسيأتي أيضاً.
أمّا آية المباهلة وأن المراد من (أَنْفُسَنَا) هو أمير المؤمنين عليه السلام، وحديث المؤاخاة، فسيأتي الكلام عليهما.
وقد زوَّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً عليه السلام، ابنته الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء، ولا يخفى فضل هذا التزويج ودلالته على أفضليّته عليه السلام، لوجوه مستندة إلى روايات الفريقين في هذه القضيّة، ونحن نكتفي بالإشارة إلى بعضها إجمالاً:
فأمّا أوّلاً: فلأن اللّه تعالى هو الذي زوّج عليّاً بفاطمة وأمر بذلك النبي صلّى اللّه عليه وآله حيث قال له: «إني قد زوّجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوّجها منه في الأرض».
وأمّا ثانياً: فلأن أبا بكر وعمر وغيرهما خطبوا فاطمة فردّهم الرسول صلّى اللّه عليه وآله قائلاً: «لم ينزل القضاء بعد».
وأمّا ثالثاً: فلأن فاطمة عليها السلام أفضل من الشيخين، وهذا مما اعترف به بعض أكابر الأئمة والحفّاظ من أهل السنّة، كمالك بن أنس وأبي القاسم السّهيلي، لكونها بضعة من النبي، لكن عليّاً عليه السلام كفؤها، فلو لم يخلق ما كان لها كفؤ، فهو أفضل منهما من هذه الناحية أيضاً.
Menu