إمامة عمر بنصّ أبي بكر
قال قدس سره: ثم من بعده عمر بن الخطاب بنصّ أبي بكر عليه.
الشرح:
هو: عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي، ولد ـ كما في تاريخ الخلفاء(1) عن النووي ـ بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وأسلم في السنة السادسة من النبوة، كما فيه عن الذهبي. وأوصى له أبو بكر بالخلافة بالرغم من مخالفة رجال من أهل الحلّ والعقد. وتوفي آخر سنة ثلاث وعشرين بعد أن طعنه أبو لؤلؤة.
قال ابن تيمية: «وأمّا عمر، فإن أبا بكر عهد إليه، وبايعه المسلمون بعد موت أبي بكر فصار إماماً لمّا حصلت له القدرة والسلطان بمبايعتهم»(2).
أقول: سيأتي الكلام حول إمامة عمر كذلك. ولكن نقول هنا: إنهم قد جعلوا الأساس في خلافة عمر: (نص) أبي بكر عليه، ولم يتعرضوا لـ(الإستحقاق) وادّعوا أيضاً أنه (بايعه المسلمون) ولم يتعرّضوا لمخالفة من خالف واعتراض من اعترض وإن كان من (أهل القدرة)… ولا بدّ من البحث: هل النص عليه من أبي بكر ثابت؟ وعلى فرضه، فهل كان له أن يستخلف؟ وعلى فرضه، فهل كان عمر مؤهلاً له؟ وهل أجمع عليه المسلمون كلّهم يقول: هذا إمام، على حدّ تعبير أحمد الذي استدلّ به الرجل؟
(1) تاريخ الخلفاء: 108.
(2) منهاج السنة 1 / 532.