3 ـ صعوده على منكب النبي لكسر الأصنام
يقول ابن تيميّة: «إن هذا الحديث ـ إن صح ـ فليس فيه شيء من خصائص الأئمة ولا خصائص علي، فإنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّي وهو حامل اُمامة بنت أبي العاص بن الربيع على منكبه، إذا قام حمَلها وإذا سجد وضعها. وكان إذا سجد جاء الحسن فارتحله ويقول: إنّ ابني ارتحلني، وكان يقبّل زبيبة الحسن. فإذا كان يحمل الطفلة والطفل لم يكن في حمله لعلي ما يوجب أن يكون ذلك من خصائصه…»(1).
أقول:
هذا الحديث أخرجه أحمد بسند صحيح(2) وكذا النسائي(3) والحاكم ونصّ على أن «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»(4) ووافقه الذّهبي(5).
ومن رواته أيضاً: إبن أبي شيبة، وأبو يعلى، وابن جرير الطبري(6).
إذن، لا كلام في صحة الحديث سنداً.
وكذا لم يناقش أحد في أنه من (خصائصه)، فإنّه الذي صعد على منكب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لكسر الأصنام، وأين هذا من حمل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الحسن المجتبى عليه السلام أو غيره على منكبه، كي يقال بأن ذلك ليس من خصائصه؟ وهل يجهل ابن تيميّة أو يتجاهل؟!
(1) منهاج السنة 5/25.
(2) مسند أحمد مسند علي بن أبي طالب، الحديث 645، 1/136.
(3) خصائص أمير المؤمنين ـ ذكر ما خصّ به علي من صعوده على منكبي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الحديث 122: 165 ـ 166.
(4) المستدرك على الصحيحين كتاب التفسير، تفسير سورة بني إسرائيل الحديث 3388: 2/398. والحديث 4265: 3/6.
(5) تلخيص المستدرك. معه 3: 115.
(6) كنز العمال باب فضائل الصحابة، فضائل علي رضي الله عنه الحديث 36516: 3/171.