2 ـ دفاعه عن الصّحابة عموماً
ويقول ابن تيمية بأنّ «الصّحابة كلّهم معروفون بالصّدق» ثم يمثّل بـ «بسر ابن أرطاة» في حين يقدح في «الحسن والحسين» قائلا: «مات النبي وهما صغيران» وفي سائر الأئمة بأنهم «لم يدركوا النبي»… وهذه عبارته:
«ولهذا كان الصحابة كلّهم ثقات باتّفاق أهل العلم بالحديث والفقه… وحتى بسر بن أبي أرطاة ـ مع ما عرف منه ـ… لأنّهم معروفون بالصّدق عن النبي.. وأمّا الحسن والحسين فمات النبي صلّى الله عليه وسلّم وهما صغيران… وأما سائر الاثني عشر فلم يدركوا النبي صلّى الله عليه وسلّم…»(1).
فهذا من جهة.. ومن جهة اُخرى ينصّ ويصرُّ على المنع عن الكلام فيما شجر بين الصّحابة!!:
«وقد أمر الله المسلمين كلّهم إذا تنازعوا في شيء أن يردّوه إلى الله والرسول فقال تعالى… وهذا واجب على الاُمّة في كلّ ما تنازعت فيه من الاُمور الاعتقاديّة والعمليّة. قال تعالى:…
والمقصود هنا: أنه إذا وجب فيما شجر بين عموم المؤمنين أن لا يتكلّم إلاّ بعلم وعدل، ويردّ ذلك إلى الله والرسول، فذاك في أمر الصحابة أظهر… والرافضة سلكوا في الصحابة مسلك التفرّق…»(2).
(1) منهاج السنة 2/457ـ459.
(2) منهاج السنة 5/130ـ133.