التجاهل أو سوء الفهم
ومن هذا القبيل أيضاً موارد…
فمثلا يقول العلاّمة أنّ الإماميّة الاثني عشرية جعلوا عليّاً إماماً لهم «حيث نزّهه المخالف والموافق» يعني: حيث نزّهه الموافق لإمامته والقائل بها، والمخالف لإمامته المنكر لها وهم أهل السنّة.
فيقول ابن تيمية في جوابه:
«فيقال: هذا كذب بيّن، فإنّ علياً رضي الله عنه لم ينزّهه المخالفون، بل القادحون في علي طوائف متعددة، وهم أفضل من القادحين في أبي بكر وعمر وعثمان، والقادحون فيه أفضل من الغلاة فيه، فإنّ الخوارج متّفقون على كفره.. فكيف يقال مع هذا: إن علياً نزّهه المؤالف والمخالف»؟(1).
ويقول العلاّمة: إن طلحة والزبير أخرجا عائشة من مكة إلى البصرة، «فبأيّ وجه سيلقون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟».
فيقول ابن تيمية في الجواب:
«من تناقضهم أنّهم يعظّمون عائشة في هذا المقام طعناً في طلحة والزبير…»(2).
مع أنه لم يكن في كلام العلامة أيّ تعظيم لعائشة!!
ويقول العلاّمة في محمّد بن أبي بكر «فارق أباه».
فيقول ابن تيمية في الجواب: «كذب بيّن، وذلك أنّ محمّد بن أبي بكر في حياة أبيه لم يكن إلاّ طفلا له أقل من ثلاث سنين»(3).
وهل هذا مراد العلاّمة؟
وجاء ذكر «الأبطح» في سبب نزول قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع)في واقعة الغدير، فيقول ابن تيمية;
«وفي هذا الحديث يذكر أنه بعد أن قال هذا بغدير خم وشاع في البلاد، جاءه الحارث وهو بالأبطح، والأبطح بمكة. فهذا كذب جاهل لم يعلم متى كانت قصة غدير خم»(4).
فجهل ابن تيمية أو تجاهل معنى «الأبطح» في اللغة، فزعم أنه اسم مكان بمكّة. فاعترض بما ذكر…!!
(1) منهاج السنة 5/7ـ8.
(2) منهاج السنة 4/353.
(3) منهاج السنة 4/394.
(4) منهاج السنة 7/45.