إنتقاؤه أقوال الحاقدين
وأنتَ إذا ما قارنت كلام ابن تيمية في كتابه بكلام السابقين عليه، وجدتَه ينتقي أقوال الحاقدين على الأئمة والإماميّة، من المعتزلة والأشاعرة، فقد أخذ من المعتزلة من جماعة، على رأسهم:
1 ـ القاضي عبد الجبار صاحب المغني.
2 ـ أبو القاسم البلخي.
3 ـ عمرو بن بحر الجاحظ صاحب العثمانية.
وأخذ من الأشاعرة وأهل السنّة المتعصّبين أمثال:
1 ـ إبن العربي المالكي، صاحب العواصم من القواصم.
2 ـ إبن الجوزي، صاحب كتاب الموضوعات وغيره.
3 ـ إبن حزم الأندلسي، صاحب الفصل وغيره.
4 ـ الفخر الرازي، صاحب التفسير الكبير.
بل يمكن القول بأنّه في جلّ بحوثه عيالٌ على هؤلاء الأربعة، واِن كان في أكثر الأحيان يتحاشى من ذكر الأسماء…
فأكثر دفاعاته عن معاوية ويزيد وبني اميّة متّخذ من (العواصم من القواصم)، وأكثر استدلالاته على فضائل الثلاثة والدفاع عنهم متّخذ من (الفصل)، وأكثر أجوبته السندية عن فضائل أميرالمؤمنين عليهم السلام متخذ من (الموضوعات) وأكثر تشكيكاته في دلالاتها متّخذ من (المغني) و (العثمانية).
وهو في البحوث الفلسفية والكلامية عيال على (الفخر الرازي) لأنه ـ أي ابن تيمية ـ راجل فيها، كما اعترف بذلك محقق كتابه في هامشه(1).
(1) منهاج السنة 3/140 الهامش.