7 ـ ندمه على القتال
ثمّ إنّه ندم!: «وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ندم على اُمور فعلها من القتال وغيره…
وكان يقول ليالي صفّين: لله درّ مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك، إن كان برّاً إنّ أجره لعظيم، وإن كان إثماً إنّ خطره ليسير.
وكان يقول: يا حسن يا حسن، ما ظنّ أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا، ودّ أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة.
ولمّا رجع من صفّين تغيّر كلامه… وتواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر، ورؤيته اختلاف الناس وتفرّقهم، وكثرة الشر الذي أوجب أنه لو استقبل من أمره ما استدبر ما فعل ما فعل»(1) «وكان علي أحياناً يظهر فيه الندم والكراهة للقتال، ممّا يبيّن أنه لم يكن عنده فيه شيء من الأدلة الشرعية، مما يوجب رضاه وفرحه، بخلاف قتاله للخوارج…»(2).
وقال أيضاً: «ومما يبيّن أنّ علياً لم يكن يعلم المستقبل: أنه ندم على أشياء ممّا فعلها.. وكان يقول ليالي صفّين: يا حسن يا حسن، ما ظنّ أبوك أن الأمر يبلغ هذا! لله درّ مقام قامه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، إن كان برّاً إن أجره لعظيم وإن كان إثماً إن خطره ليسير. وهذا رواه المصنّفون.
وتواتر عنه أنه كان يتضجّر ويتململ من اختلاف رعيّته عليه، وأنه ما كان يظنّ أن الأمر يبلغ ما بلغ.
وكان الحسن رأيه ترك القتال، وقد جاء النص الصحيح بتصويب الحسن. وفي البخاري عن أبي بكر رضي الله عنه: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إن ابني هذا سيد وإنّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. فمدح الحسن على الإصلاح بين الطائفتين، وسائر الأحاديث الصحيحة تدل على أن القعود عن القتال والإمساك عن الفتنة كان أحبّ إلى الله ورسوله…»(3).
(1) منهاج السنة 6/209.
(2) منهاج السنة 8/526.
(3) منهاج السنة 8/145.