من حماقة الشيعة: الإعتقاد بالإمام المنتظر
قال: «ومن حماقتهم أيضاً: أنهم يجعلون للمنتظر عدّة مشاهد ينتظرونه فيها، كالسّرداب الذي بسامرّاء، الذي يزعمون أنّه غاب فيه، ومشاهد أخر. وقد يقيمون هناك دابّة ـ إمّا بغلة وإمّا فرساً وإمّا غير ذلك ـ ليركبها إذا خرج، ويقيمون هناك إمّا في طرفي النهار وإمّا في أوقات اُخر من ينادي عليه بالخروج: يا مولانا اُخرج، يا مولانا اُخرج، ويشهرون السّلاح ولا أحد هناك يقاتلهم، وفيهم من يقوم في أوقات الصلاة دائماً، لا يصلي خشية أن يخرج وهو في الصّلاة فيشتغل بها عن خروجه وخدمته، وهم في أماكن بعيدة عن مشهده، كمدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم، إمّا في العشر الأواخر من شهر رمضان وإمّا في غير ذلك، يتوجّهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية يطلبون خروجه.
ومن المعلوم: أنه لو كان موجوداً وقد أمره الله بالخروج، فإنه يخرج سواء نادوه أو لم ينادوه، وإن لم يؤذن له فهو لا يقبل منهم، وأنه إذا خرج فإنّ الله يؤيّده ويأتيه بما يركبه وبمن يعينه وينصره لا يحتاج إلى أن يوقف له دائماً من الآدميّين من ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً!
والله سبحانه قد عاب في كتابه من يدعو من لا يستجيب له دعاءه… هذا مع أنّ الأصنام موجودة، وكان يكون فيها أحياناً شياطين تتراءى لهم وتخاطبهم، ومن خاطب معدوماً كانت حالته أسوء من حال من خاطب موجوداً وإن كان جماداً. فمن دعا المنتظر الذي لم يخلقه الله كان ضلاله أعظم من ضلال هؤلاء، وإذا قال: أنا أعتقد وجوده، كان بمنزلة قول أولئك: نحن نعتقد أن هذه الأصنام لها شفاعة عند الله، فيعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرّهم ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عندالله، والمقصود أن كليهما يدعو من لا ينفع دعاؤه، وإن كان أولئك اتّخذوهم شفعاء آلهة وهؤلاء يقولون: هو إمام معصوم، فهم يوالون عليه ويعادون عليه كموالاة المشركين على آلهتهم، ويجعلونه ركناً في الإيمان لا يتم الدّين إلاّ به، كما يجعل بعض المشركين آلهتهم كذلك…»(1).
(1) منهاج السنة 1/44ـ47.