كلّ ما جاء في مواقفه في الغزوات كذب
وأنكر ابن تيميّة كلّ ما ذكره العلاّمة من مواقف ومشاهد أميرالمؤمنين عليه السّلام في حروب رسول الله وغزواته صلّى الله عليه وآله وسلّم، فراجع كلماته في (غزاة بدر) و(اُحد) و(الأحزاب) و(خيبر) و(حنين) وغيرها(1).
كما أنّه أنكر فرار المشايخ في غير واحد من المشاهد.
والعجيب أنّه في جميع إنكاراته ينسب الإنكار إلى «أهل العلم بالمغازي والسّير»!! ولا ندري ما إذا كان يقصد من «أهل العلم» نفسه وبعض من حوله فقط!!
والأعجب من ذلك مطالبته بالنقل المعتبر لما يقوله العلاّمة، قائلا: «بيّن لنا سند هذا»! و: «لابدّ من بيان إسناد كلّ ما يحتجُّ به من المنقول أو عزوه إلى كتاب تقوم به الحجة، وإلاّ فمن أين يعلم أنّ هذا وقع»!
قلت: قد ذكرنا في (الشرح) الأسانيد في كلّ مورد، كما ذكرنا بعض من روى فرار القوم في (اُحد) و (خيبر) وغيرهما من الغزوات، من أعلام الأئمة الثقات… وفيهم من يعتمد عليه ابن تيمية ويحسبه من كبار الأئمة الحفاظ لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأحمد بن حنبل والدار قطني وأمثالهما… لكنّه مع ذلك يقول في جواب قول العلامة «وفي غزاة أحد لمّا انهزم الناس كلّهم» يقول:
«قد ذكر في هذه من الأكاذيب العظام التي لا تنفق إلاّ على من لم يعرف الإسلام، وكأنّه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جرى في الغزوات…»(2)!!
إنّه يذكّرك بما اتّفق على روايته المسلمون من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»!!
(1) منهاج السنة 8/94ـ127.
(2) منهاج السنة 8/97.