كان من أحسن الناس سيرةً
وهذا ما قاله عن معاوية عدّة مرّات، ولابدّ وأنه يقصد التعريض بأمير المؤمنين عليه السلام(1).
حجّة من ادّعى ارتداد علي أظهر من حجّة من ادّعى ارتداد معاوية
وهكذا يدافع عن معاوية! يدافع عنه ولو بالطعن في أمير المؤمنين عليه السلام!! بل إنّ الطعن في أمير المؤمنين عليه السّلام هو المقصود!! إنّه يجعل الشيعة قائلين بارتداد معاوية عن الإسلام، ليقول بأنّ حجة من ادّعى ارتداد علي أظهر من حجّة من ادّعى ارتداد معاوية:
«والمدّعي لارتداد معاوية وعثمان وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم، ليس هو أظهر حجّة من المدّعي لارتداد علي، فإن كان المدّعي لارتداد علي كاذباً، فالمدّعي لارتداد هؤلاء أظهر كذباً، لأنّ الحجّة على بقاء إيمان هؤلاء أظهر، وشبهة الخوارج أظهر من شبهة الروافض»(2).
لكنّ الشيعة لا توافق على أصل إسلام هؤلاء بالمعنى الصحيح، لا سيّما معاوية، فإنّهم يجعلون ما صدر عنه قولا وفعلا ـ ممّا هو ضروريٌّ في كتب المسلمين ـ بالنّسبة إلى النبي والدين وعقائد الإسلام، كواشف عن عدم إسلامه في الأصل، لا أنّه يدلُّ على ارتداده عن الإسلام.
(1) منهاج السنة 4/429، 445، 460، 516، 6/150، 232.
(2) منهاج السنة 4/513.