1 ـ قاتل لأن يطاع هو
قال: «وعلي يقاتل ليطاع ويتصرّف في النفوس والأموال، فكيف يجعل هذا قتالا على الدين؟»(1).
«ثم يقال لهؤلاء الرّافضة: لو قالت لكم النواصب: علي قد استحلّ دماء المسلمين وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله، على رياسته، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. وقال: لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض. فيكون علي كافراً لذلك. لم تكن حجّتكم أقوى من حجّتهم، لأن الأحاديث التي احتجّوا بها صحيحة. وأيضاً: فيقولون: قتل النفوس فساد، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلوّ في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون، والله تعالى يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الاَْرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فمن أراد العلوّ في الأرض والفساد لم يكن من أهل السّعادة في الآخرة.
وليس هذا كقتال الصدّيق للمرتدّين ولمانعي الزكاة، فإنّ الصدّيق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله لا على طاعته، فإنّ الزكاة فرض عليهم، فقاتلهم على الإقرار بها وعلى أدائها، بخلاف من قاتل ليطاع هو…»(2).
(1) منهاج السنة 8/329ـ330.
(2) منهاج السنة 4/499ـ500.