علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد
في الامّة خلق كثير مثلهم وأفضل منهم
واستمع إليه يقول:
«وكان علي بن الحسين، وابنه أبو جعفر، وابنه جعفر بن محمّد، يعلّمون الناس ما علّمهم الله، كما علمه علماء زمانهم، وكان في زمنهم من هو أعلم منهم وأنفع للامّة»(1).
أقول:
فمن هذا الأعلم والأنفع؟ لابدّ أنه يقصد الزهري!
ثم يترقّى فيقول:
«وفي الاثني عشر من هو مشهور بالعلم والدين، كعلي بن الحسين وابنه أبي جعفر، وابنه جعفر بن محمّد. وهؤلاء لهم حكم أمثالهم، ففي الاُمّة خلق كثير مثل هؤلاء وأفضل منهم»(2).
لكن من هذا الخلق الكثير الأفضل منهم؟
لا يذكر أحداً أبداً.
ثم يترقّى، ويدّعي أنّهم كانوا يتعلّمون من علماء زمانهم ويرجعون إليهم؟
لكن من العلماء الذين كان هؤلاء الأئمة يتعلّمون منهم؟
لا يذكر أحداً. وإنما يذكر كلاماً لشخص لا يُعرف من يكون! كما اعترف محقّق كتابه أيضاً! وهذا كلام ابن تيمية بنصّه:
«ومن المعلوم أن علي بن الحسين وأبا جعفر محمّد بن علي وابنه جعفر بن محمّد، كانوا هم العلماء الفضلاء، وأن من بعدهم من الاثني عشر لم يعرف عنه من العلم ما عرف من هؤلاء.
ومع هذا فكانوا يتعلّمون من علماء زمانهم ويرجعون إليهم، حتى قال أبو عمران بن الأسب(3) القاضي البغدادي: أخبرنا أصحابنا أنه ذكر ربيعة بن أبي عبد الرحمن جعفر بن محمّد وأنه تعلّم العلوم فقال ربيعة: إنه اشترى حائطاً من حيطان المدينة، فبعث إليَّ حتى أكتب له شرطاً في ابتياعه. نقله عنه محمّد بن حاتم ابن ربحوته البخاري(4) في كتاب إثبات إمامة الصدّيق»(5).
فبالله عليك! هذا استدلال عاقل فاهم على أنّ هؤلاء الأئمة كانوا يتعلّمون من علماء زمانهم ويرجعون إليهم؟ هكذا يستدل لهكذا دعوى كبيرة ضخمة؟ وما الحامل للإنسان على مثل هذا؟!
(1) منهاج السنة 6/387.
(2) منهاج السنة 4/169ـ170.
(3) كذا بدون نقط في جميع النسخ كما ذكر محقّقه قال: ولم أعرف من يكون!
(4) كذا بدون إعجام، ولم اعرف من يكون. قاله محقّقه!
(5) منهاج السنة 2/473ـ474.