اليافعي (768)
قال الحافظ ابن حجر بترجمته:
«له كلام في ذمّ ابن تيمية»(1).
قلت:
قال اليافعي ما نصّه في حوادث سنة 705.
«فيها وقعت فتنة شيخ الحنابلة ابن تيميّة، وسؤالهم عن عقيدته، وعقدوا له ثلاث مجالس، وقرئت عقيدته الملقّبة بالواسطية، وضايقوه، وثارت غوغاء الفقهاء له وعليه. ثم إنّه طلب على البريد إلى مصر، واُقيمت عليه دعوى عند قاضي المالكيّة، فاستخصمه ابن تيميّة المذكور، وقاموا، فسجن هو وأخوه بضعة عشر يوماً، ثم اخرج ثم حبس بحبس الحاكم، ثم اُبعد إلى الإسكندرية، فلمّا تمكّن السلطان سنة تسع طلبه واحترمه، وصالح بينه وبين الحاكم، وكان الذي ادّعي به عليه بمصر أنه يقول: إن الرحمن على العرش استوى حقيقةً، وأنه يتكلّم بحرف وصوت. ثم نودي بدمشق وغيرها: من كان على عقيدة ابن تيمية حلّ ماله ودمه»(2).
قال: «ومصنّفاته قيل أكثر من مأتي مجلد، وله مسائل غريبة أنكر عليه فيها، وحبس بسببها، مباينة لمذهب أهل السنة. ومن أقبحها نهيه عن زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
وطعنه في مشايخ الصوفية العارفين، كحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، والاستاذ الإمام أبي القاسم القشيري، والشيخ ابن العريف، والشيخ أبي الحسن الشاذلي، وخلائق من أولياء الله الكبار الصفوة الأخيار.
وكذلك ما قد عرف من مذهبه، كمسئلة الطلاق وغيرها.
وكذلك عقيدته في الجهة وما نقل عنه فيها من الأقوال الباطلة، وغير ذلك ممّا هو معروف من مذهبه.
ولقد رأيت مناماً طويلا في وقت مبارك يتعلّق بعضه بعقيدته ويدلّ على خطائه فيها. وقد قدّمت ذكره في سنة ثمان وخمسين وخمس مائة في ترجمة صاحب البيان. فمن أراد أن يطّلع على ذلك فليطالع هناك، فهو من المنامات التي تنشرح بها الصدور، ويطمئن به قلب من رآه وينفتح لقبول الهدى والنور»(3).
(1) الدرر الكامنة ـ الترجمة 2120 ـ 2/249.
(2) مرآة الجنان وعبرة اليقظان ـ سنة خمس وسبعمائة 4/240.
(3) مرآة الجنان وعبرة اليقظان، سنة ثمان و عشرين وسبعمائة ـ4/278.