الطعن في علمهم و دينهم
وقال: «ويذكرون اثني عشر رجلا، كلّ واحد من الثلاثة خير من أفضل الاثني عشر وأكمل خلافةً وإمامةً، وأمّا سائر الاثني عشر فهم أصناف، منهم من هو من الصحابة المشهود لهم بالجنّة كالحسن والحسين، وقد شركهم في ذلك من الصحّابة المشهود لهم بالجنّة خلق كثير، وفي السّابقين الأوّلين من هو أفضل منهما مثل أهل بدر، وهما ـ رضي الله عنهما ـ وإن كانا سيّدي شباب أهل الجنة، فأبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة، وهذا الصنف أكمل من ذلك الصّنف…
وفي الاثني عشر من هو مشهور بالعلم والدين، كعلي بن الحسين وابنه أبي جعفر وابنه جعفر بن محمّد، وهؤلاء لهم حكم أمثالهم، ففي الامّة خلق كثير مثل هؤلاء وأفضل منهم، وفيهم المنتظر لا وجود له أو مفقود لا منفعة لهم فيه، فهذا ليس في اتّباعه إلاّ شرّ محض بلا خير.
وأمّا سائرهم، ففي بني هاشم من العلويّين والعبّاسيين جماعات مثلهم في العلم والدّين، ومن هو أعلم وأدين منهم، فكيف يجوز أن يعيب ذكر الخلفاء الرّاشدين الذين ليس في الإسلام أفضل منهم، من يعوّض بذكر قوم، في المسلمين خلق كثير أفضل منهم، وقد انتفع المسلمون في دينهم ودنياهم بخلق كثير، أضعاف أضعاف ما انتفعوا بهؤلاء؟»(1).
(1) منهاج السنة 4/168ـ170.