الشّفاعة
ولا ينكر ابن تيمية شفاعة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للامّة في يوم القيامة، إلاّ أنّ ظاهر عبارته أنّها إنّما تكون بعد دخول النّار، فيخرج بشفاعته منها من في قلبه مثقال ذرّة من إيمان(1).
أقول:
الشفاعة ثابتة بالكتاب والسنّة وإجماع المسلمين، أمّا الشيعة فمعلوم، وأمّا غيرهم فكذلك، قال شارح العقيدة الطحاوية: «أمّا أهل السنة والجماعة فيقرّون بشفاعة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم في أهل الكبائر وشفاعة غيره، لكن لا يشفع أحد حتى يأذن الله له ويحدّ له حدّاً كما في الحديث الصحيح»(2)، وهي للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته والعلماء والشهداء، وللمؤمنين أيضاً يشفع بعضهم لبعض.
وأدلّة الشفاعة غير مقيّدة بالنجاة من النار بعد دخولها، بل هي عامّة كما هو ظاهر قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «شفاعتي لأهل الكبائر من امّتي»(3).
والتفصيل في محلّه.
(1) منهاج السنة 6/337.
(2) شرح العقيدة الطحاوية ـ ثبوت شفاعة الرسول لأهل ال