الذهبي (748)
والذهبي، وإن كان كتب إلى السّبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية، فقد قال:
«ينقمون عليه أخلاقاً وأفعالا»
«كان تعتريه حدّة في البحث وغضب وشظف للخصم، تزرع له عداوةً في النفوس».
«أنا مخالف له في مسائل أصليّة وفرعيّة»(1).
وقال الذهبي:
«هو بشر له ذنوب وخطأ»(2)
وقد تقدَّم في فصل زيارة القبور والإستشفاع والتبرّك بها، ماله نفع في المقام، لأنّه قال تلك الكلمات ردّاً على ابن تيميّة، كما اعترف بذلك محقّق كتابه (سير أعلام النبلاء).
وقال الذهبي في رسالته لابن تيمية المعروفة بالنصيحة الذهبية… في نسخة البرهان ابن جماعة التي كتبها من نسخة الحافظ الصلاح العلائي من خط الذهبي (.. وهي التي عناها الحافظ السخاوي في الإعلان بالتوبيخ: 77).. قال موجهاً كلامه لابن تيمية:
«.. يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات.. وبكثرة استعمال السموم يدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن».. وقال:
«.. يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والإنحلال».. وقال: «فهل معظم أتباعك إلاّ قعيد مربوط خفيف العقل، أو عامي كذاب بليد الذهن، أو غريب واجم قوي المكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدّقني ففتّشهم و زنهم بالعدل» وقال: «إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها ـ والله ـ أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك. بل في كلّ وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار أو بالتأويل والإنكار، أما آن لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب.. أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل، بلى ـ والله ـ ما أذكر أنّك تذكر الموت.. بل تزدري بمن يذكر الموت.. فما أظنّك تقبل على قولي وتصغي إلى وعظي…».
(1) الدرر الكامنة ـ الترجمة 409، أحمد بن عبد الحليم… بن تيمية الحراني، 1/151.
(2) المعجم المختص: 25.