الأقوال في خلافة علي
وأوّل شيء يكرّره ابن تيمية ويؤكّد عليه: عدم ثبوت خلافة أميرالمؤمنين وإمامته بعد عثمان، إذ الأقوال في ذلك مختلفة، لعدم النصّ المعتبر المتّفق عليه، ولعدم تحقق الإجماع!..
يقول ابن تيميّة:
«إضطرب الناس في خلافة علي على أقوال: فقالت طائفة: إنه إمام وإنّ معاوية إمام… وقالت طائفة: لم يكن في ذلك الزمان إمام عام، بل كان زمان فتنة… وقالت طائفة ثالثة: بل علي هو الإمام وهو مصيب في قتاله لمن قاتله، وكذلك من قاتله من الصّحابة كطلحة والزبير، كلّهم مجتهدون مصيبون… وطائفة رابعة: تجعل علياً هو الإمام، وكان مجتهداً مصيباً في القتال، ومن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين… وطائفة خامسة تقول: إن علياً مع كونه كان خليفة وهو أقرب إلى الحق من معاوية، فكان ترك القتال أولى، وينبغي الإمساك عن القتال لهؤلاء وهؤلاء»(1).
أقول:
لم يذكر قولا سادساً، وكأنّ الاماميّة ليسوا من «الناس»! وكأنّ أحداً من غيرهم لا يقول بكون علي إماماً على الحق وأنّ معاوية على الباطل، وهو باغ يجب قتاله، وهو وأصحابه وسائر من خرج على علي من أهل النار!
وعلى الجملة، فالأقوال ـ في زعمه ـ مختلفة، فلا إجماع من المسلمين على أن علياً عليه السلام رابع الخلفاء!
(1) منهاج السنة 1/537ـ539 ملخصاً.