أبو حيّان الاندلسي (745)
قال الحافظ ابن حجر:
«كان يعظّم ابن تيميّة، ومدحه بقصيدة، ثم انحرف عنه، وذكره في تفسيره الصغير بكلّ سوء، ونسبه إلى التجسيم… قيل: بل وقف له على كتاب العرش فاعتقد أنه مجسّم»(1).
وأيضاً، فقد نافره بسبب تكلّمه في سيبويه، حتى قال أبو حيّان: «هذا لا يستحق الخطاب».
وقد تقّدم في باب عقيدة ابن تيمية بالتجسيم ماله نفع في المقام.
وأمّا كلامه في تفسيره الصغير، فهذا نصّه بتفسير: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ): «وقرأت في كتاب لأحمد ابن تيمية، هذا الذي عاصرنا، وهو بخطّه، سماّه كتاب العرش: إنّ الله تعالى يجلس على الكرسي وقد أخلى منه مكاناً يقعد فيه معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. تحيّل عليه التاج محمّد بن علي بن عبد الحق البار نباري، وكان أظهر أنه داعية له، حتى أخذه منه، وقرأنا ذلك فيه»(2).
قال الزبيدي: «قال السبكي: وكتاب العرش من أقبح كتبه.. ولمّا وقف عليه الشيخ أبو حيّان ما زال يلعنه حتى مات بعد أن كان يعظّمه»(3).
(1) الدرر الكامنة ـ الترجمة 832، أبو حيّان الاندلسي 4/308.
(2) النهر الماء من البحر المحيط سورة البقرة، الآية 255ـ1/372.
(3) إتحاف السادة المتقين 2/173.