1 ـ عائشة وطلحة والزبير قادة الحركة ضدّ عثمان.
وهذا ممّا لا ينكره إلاّ المكابر، والأخبار به قطعيّة، والشواهد عليه كثيرة….
فمن ذلك: قولها لمروان بن الحكم وقد طلب منها الإقامة بالمدينة لتدفع عن عثمان وهو محصور: «واللّه لا أفعل، وددت ـ واللّه ـ أنّه في غرارة من غرائري، وأنّي طوّقت حمله حتّى ألقيه في البحر».
وقولها لابن عبّاس: «إيّاك تردّ الناس عن هذا الطاغية».
وعن سعد بن أبي وقّاص ـ وقد سئل: مَن قتل عثمان؟ ـ: «قتله سيف سلّته عائشة، وشحذه طلحة، وسمّه عليّ»، قال الراوي: «قلت: فما حال الزبير؟ قال: أشار بيده وصمت بلسانه».
وعن أُمّ سلمة ـ لمّا جاءت إليها عائشة تخادعها على الخروج معها إلى البصرة ـ: «أنا أُمّ سلمة، إنّكِ كنت بالأمس تحرّضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول، وما كان اسمه عندك إلاّ نعثلاً».
وعن الأحنف بن قيس لمّا قالت له: «ويحك يا أحنف! بمَ تعتذر إلى اللّه من ترك جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلّة عدد، أو أنّك لا تطاع في العشيرة؟!
قال: يا أُمّ المؤمنين! ما كبرت السنّ ولا طال العهد، وإنّ عهدي بكِ عام أوّل تقولين فيه وتنالين منه».
وعن المغيرة بن شعبة في جواب قولها له: «يا أبا عبداللّه! لو رأيتني يوم الجمل قد أنفذت النصل هودجي حتّى وصل بعضها إلى جلدي.
قال: وددت ـ واللّه ـ أنّ بعضها كان قتلك.
قالت: يرحمك اللّه ولمَ تقول هذا؟
قال: لعلّها تكون كفّارة في سعيك على عثمان…».
وعن عمّار رضي اللّه عنه ـ وقد رآها باكية على عثمان ـ: «أنتِ بالأمس تحرّضين عليه، ثمّ أنتِ اليوم تبكينه؟!».
وعن سعيد بن العاص، أنّه لقي مروان وأصحابه بذات عرق فقال: «أين تذهبون وثاركم على أعجاز الإبل؟! اقتلوهم ثمّ ارجعوا إلى منازلكم، لا تقتلوا أنفسكم…».
وعن أمير المؤمنين عليه السلام ـ في كتاب له إلى طلحة والزبير وعائشة ـ:
«وأنتِ يا عائشة، فإنّك خرجت من بيتك عاصية للّه ولرسوله، تطلبين أمراً كان عنكِ موضوعاً، ثمّ تزعمين إنّكِ تريدين الإصلاح بين المسلمين! فخبّريني: ما للنساء وقود الجيوش، والبروز للرجال، والوقع بين أهل القبلة، وسفك الدماء المحترمة؟!
ثمّ إنّكِ طلبت ـ على زعمك ـ دم عثمان، وما أنت وذاك، وعثمان رجل من بني أُميّة وأنت من تيم؟!
ثمّ أنت بالأمس تقولين في ملأ من أصحاب رسول اللّه: اقتلوا نعثلاً فقد كفر، ثمّ تطلبين اليوم بدمه!
فاتّقي اللّه وارجعي إلى بيتك، واسبلي عليك سترك».
وأمّا أنّها كانت تقول: «اقتلوا نعثلاً»، فهذا موجود في رواية المحدّثين ونقل المؤرّخين، حتّى لقد أورده اللغويّون في المعاجم اللغويّة، في مادّة «نعثل»؛ فراجع النهاية ولسان العرب وتاج العروس، وغيرها.
Menu