جمادى الأُولى سنة 1330
أشهد أنك مطلع لهذا الأمر ومقرن له(1)، حسرت له عن ساق، وأنصلت(2) فيه أمضى من الشهاب(3)، أغرقت في البحث عنه، واستقصيت في التحقيق والتدقيق، تنظر في أعطافه وأثنائه ومطاويه وأحنائه، تقلّبه منقّباً عنه ظهراً لبطن، تتعرّف دخيلته، وتطلب كنهه وحقيقته، لا تستفزّك العواطف القومية، ولا تستخفّك الأغراض الشخصية، فلا تصدع صفات حلمك، ولا تستثار قطاة رأيك، مغرقاً في البحث بحلم أثبت من رضوى، وصدر أوسع من الدنيا، ممعناً في التحقيق لا تأخذك في ذاك آصرة(4)، حتى برح الخفاء وصرح الحق عن محضه، وبان الصبح لذي عينين، والحمد للّه على هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم.
* * *
تمّ الكتاب بمعونة اللّه عزّ وجلّ وحسن توفيقه تعالى، بقلم مؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي، عامله اللّه بفضله، وعفا عنه بكرمه، إنه أرحم الراحمين.
* * *
وتمّ بفضل اللّه عزّ وجل وكرمه تعالى تشييد مطالب كتاب المراجعات وتفنيد ما لفّق حولها من مكابرات، بقلم العبد علي بن نورالدين بن محمد هادي الحسيني الميلاني، غفر اللّه له ولوالديه ومشايخه، إنّه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، والحمد للّه رب العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم.
(1) أي مطيق له قادر عليه.
(2) الانصلات: الجد والسبق.
(3) هو ما يرى في الليل من النجوم منقضاً.
(4) الآصرة: ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو المعروف.