جمادى الأُولى سنة 1330
أشهد أنكم في الفروع والأُصول، على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول، وقد أوضحت هذا الأمر فجعلته جليّاً، وأظهرت من مكنونه ما كان خفياً، فالشك فيه خيال، والتشكيك تضليل، وقد استشففته(1) فراقني إلى الغاية، وتمخرت ريحه(2)الطيبة فأنعشني قدسي مهبها بشذاه الفياح، وكنت ـ قبل أن أتصل بسببك ـ على لبس فيكم، لما كنت أسمعه من إرجاف المرجفين وإجحاف المجحفين، فلما يسّر اللّه اجتماعنا أويت منك إلى علم هدى ومصباح دجى، وانصرفت عنك مفلحاً منجحاً، فما أعظم نعمة اللّه بك علي، وما أحسن عائدتك لدي، والحمد للّه رب العالمين.
(1) تقول استشففت الثوب إذا نشرته في الضوء وفتشته تطلب عيبه ان كان فيه عيب.
(2) تمخر الريح ان تبحث عن مهبها ومجراها.