6 ـ أبو حاتم الرازي (277):
ومنهم: محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، الإمام الحافظ الناقد، شيخ المحدّثين… كان من بحور العلم، طوّف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنّف، وجرح وعدّل، وصحّح وعلّل… وهو من نظراء البخاري ومن طبقته، ولكنّه عمّر بعده أزيد من عشرين عاماً».
وتجد آراءه في الرجال واعتمادهم عليها في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب ومقدّمة فتح الباري وميزان الاعتدال وغيرها من كتب الجرح والتعديل، وقد جمع آراءه ابنه في كتاب الجرح والتعديل.
ومع ذلك، فقد ذكر الذهبي بترجمته ما نصّه: «إذا وثّق أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله، فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلاً صحيح الحديث، وإذا ليَّن رجلاً أو قال فيه: لا يحتجّ به فتوقّف، حتّى ترى ما قال غيره فيه، فإنْ وثّقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنّه متعنّت في الرجال، قد قال في طائفة من رجال الصحاح: ليس بحجّة، ليس بقويّ، أو نحو ذلك»(1).
(1) سير أعلام النبلاء 13 : 260.