قوله تعالى: (وأُولوا الأرحام بعضهم أَوْلى ببعض في كتاب اللّه)(1)
قال السيّد:
«هم أُولوا الأرحام (وأُولوا الأرحام بعضهم أوْلى ببعض في كتاب اللّه)».
أقول:
لا هامش للسيّد هنا.
كما لا تعليق للمفتري.
وهل من شكٍّ في أنّهم عليهم السلام «أُولوا الأرحام»؟! وهل من شكٍّ في أنّه (أُولوا الأرحام بعضهم أوْلى ببعض)؟!
وقد ذكر المفسّرون بذيل الآية المباركة أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم آخى بين أصحابه، فكانوا يتوارثون لذلك، حتّى نزلت هذه الآية وكان التوارث بين الأرحام فقط.
وقد اجتمع في أمير المؤمنين عليه السلام بالنسبة إلى النبيّ ما لم يجتمع في غيره، وذلك أنّه كان «رحماً» له كما هو معلوم، و«أخاً» كما في حديث المؤاخاة المتواتر بين المسلمين.
وبذلك يكون أفضل ممّن فقد الوصفين! أو فقد أحدهما!
والأفضلُ هو الإمامُ مِن بعده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بلا فصل.
بل إنّ تمام الآية هو: (من المؤمنين والمهاجرين) فكان عليٌّ عليه السلام هو الجامع للصفات الثلاثة: الإيمان، والهجرة، والرحم، وهذه لم تجتمع في غيره من الأصحاب والأرحام أصلاً، فيكون هو الأفضل.
والأفضل هو الإمام.
وقد استدلّ بهذه الآية: محمّد بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، في كتاب له إلى المنصور الدوانيقي، على أولويّة العلويّين بالأمر من العبّاسيّين، وقد أورد الرازي الكتاب وجواب المنصور، وجعل يؤيّد قول العبّاسيّين على العلويّين!! مع علمه بأنّ العبّاس غير جامع للصفات المذكورة لأنّه ليس من المهاجرين، لكنّ هذا غير مستبعد من «البكريّين»!.
* * *
(1) سورة الأنفال 8 : 75.