قوله تعالى: (ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا…)(1)
قال السيّد:
«فهم المصطفون من عباد اللّه، السابقون بالخيرات بإذن اللّه، الوارثون كتاب اللّه، الّذين قال اللّه فيهم: (ثم أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه (وهو الذي لا يعرف الأئمة) ومنهم مقتصد (وهو الموالي للأئمّة) ومنهم سابق بالخيرات بإذن اللّه (وهو الإمام) ذلك هو الفضل الكبير)».
فقال في الهامش:
«أخرج ثقة الإسلام الكليني بسنده الصحيح عن سالم، قال: سألت أبا جعفر (الباقر) عن قوله تعالى: (ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا) الآية. قال عليه السلام: السابق بالخيرات هو الإمام، والمقتصد هو العارف بالإمام، والظالم لنفسه هو الذي لا يعرف الإمام.
وأخرج نحوه عن الإمام أبي عبداللّه الصادق، وعن الإمام أبي الحسن الكاظم، وعن الإمام أبي الحسن الرضا.
وأخرجه عنهم الصدوق وغير واحد من أصحابنا.
وروى ابن مردويه عن عليٍّ، أنّه قال في تفسير هذه الآية: هم نحن.
والتفصيل في كتابنا: تنزيل الآيات، وفي غاية المرام»(2).
فقيل:
«لا يفسّر هذا التفسير من يحترم عقله وعقل القرّاء، والصحيح الذي عليه المفسّرون المعتمدون هو…».
فذكر مختار الطبري وابن كثير، وما جاء في كتاب زاد المسير.
أقول:
أمّا السبّ فإليه يعود.
وأمّا الاعتماد على قول محمّد بن جرير وابن كثير وابن الجوزي، في مقابلة قول أئمّة أهل البيت عليهم السلام، فهو إعراض عمّا جاء في الكتاب وفي السُنّة القطعية في السؤال من أهل البيت، والرجوع إليهم، والأخذ عنهم، والتمسّك بهم واتّباعهم….
على إنّه إذا كان المرجع قول ابن جرير وابن كثير، فلماذا لا يؤخذ بأقوالهما في سائر الآيات ونزولها في أهل البيت الأطهار؟!
* * *
(1) سورة فاطر 35: 32.
(2) المراجعات: 37 ـ 38.