ظهور لفظه في العموم:
إنّ قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة» ظاهر في عموم المنزلة؛ لأنّ كلمة «المنزلة» اسم جنس جاء مضافاً إلى «هارون»، ثمّ استثنى من ذلك «النبوّة» بكلمة «إلاّ» الاستثنائية..
وقد نصّوا على أنّ اسم الجنس المضاف من ألفاظ العموم، كما لا يخفى على من يراجع كتب الأُصول والأدب وغيرهما من العلوم، كـ: شرح مختصر الأُصول في مبحث الصيغ الموضوعة للعموم، وفي مباحث العموم والخصوص من شرح جمع الجوامع، وعقد له ابن نجيم قاعدةً في كتاب الأشباه والنظائر، وتعرّض له شرّاح المطوّل والمختصر بشرح كلام التفتازاني في بيان قول الماتن: «فمقتضى الحال هو الاعتبار المناسب للحال والمقام»، والنحويّون في مباحث لزوم حذف الخبر، كما في شرح المفصّل لابن الحاجب، وشرح الكافية للرضي الاسترآبادي.
وأيضاً، فقد نصّوا على أنّ: «معيار العموم جواز الاستثناء»، كما لا يخفى على من راجع منهاج الوصول في علم الأُصول للبيضاوي وشروحه، وفواتح الرحموت(1).
وبهذا يتمُ المقتضي للاستدلال بهذا الحديث، وهل من مانع؟!
(1) فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت 1 : 261 هامش المستصفى.