رواته من الصحابة وكثرة طرقه وتواتره:
ذكر السيّد رحمه اللّه أسماء عدّة من رواة هذا الحديث من الصحابة، ولم يكن بصدد الاستقصاء، فرواته منهم في كتب القوم بالأسانيد أكثر بكثير، خاصّةً بالنظر إلى موارد وروده، وقد رواه الحافظ ابن عساكر عن أكثر من عشرين؛ ولذا قال ابن كثير: «قد تقصّى ابن عساكر هذه الأحاديث في ترجمة عليّ من تاريخه، فأجاد وأفاد، وبرز على النظراء والأشباه والأنداد، فرحمه ربّ العباد يوم التناد»(1).
وقال الحافظ ابن حجر: «قد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة عليّ»(2).
وكذا القاضي أبو القاسم التنوخي، المتوفّى سنة 447 ـ قال الخطيب(3): كتبت عنه وسمعته، وكان محتاطاً صدوقاً في الحديث ـ في كتاب مفرد(4).
بل ذكر الحاكم الحسكاني عن شيخه أبي حازم الحافظ، أنّه كان يقول: «خرّجته بخمسة آلاف إسناد»(5).
بل عن غير واحد من الأئمّة التصريح بأنّه من أثبت الأخبار وأصحّها، كالحافظ ابن عبدالبرّ(6)، والحافظ المزي(7).
بل عن غير واحد منهم التنصيص على تواتره، كالحاكم النيسابوري(8)وجلال الدين السيوطي(9)، والشيخ علي المتّقي الهندي(10).
(1) البداية والنهاية 7 : 341.
(2) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7 : 60.
(3) تاريخ بغداد 12 : 115.
(4) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف 1 : 75 الطبعة الحديثة.
(5) شواهد التنزيل 1 : 152.
(6) الاستيعاب 3 : 1097.
(7) تهذيب الكمال 20 : 483.
(8) كفاية الطالب: 283.
(9) الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ـ حرف الألف.
(10) قطف الأزهار المتناثرة: 281 / 103.