ترجمة الرافعي
ثمّ إنّ الرافعي ـ الراوي للحديث المذكور ـ المتوفّى سنة 623 ـ من كبار الأئمّة الأعلام من أهل السُنّة:
قال الذهبي: «وكان من العلماء العاملين يذكر عنه تعبّد ونسك وأحوال وتواضع، إنتهت إليه معرفة المذهب» ثم أورد ثناء ابن الصّلاح والنووي وغيرهما من الأعلام على الرافعي من حيث العلم والعمل(1).
وقال اليافعي: «الإمام الكبير، العلاّمة البارع الشهير، الجامع بين العلوم والأعمال الصالحات، والزهد والعبادات والتصانيف المفيدات النفيسات… ومن كراماته: أنّه أضاءت له شجرة في بيته لمّا انطفأ السراج الذي كان يستضيئ به عند كتبه بعض مصنّفاته»(2).
وقال الأسنوي: «كان إماماً في الفقه والتفسير والحديث والأُصول وغيرها، طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب شديد الاحتراز في المنقولات»(3).
وهكذا قال غيرهم..
وهل يبقى كلام بعد هذا في ثبوت الحديث ودلالته يا منصفون؟!!
ثمّ إنّ السُنّة الثابتة والقرآن الكريم متصادقان دائماً، وهنا نجد «حديث الولاية» متصادقاً مع «آية الولاية» في الدلالة على مطلوبنا؛ ولذا أشار السيّد في نهاية البحث إلى تلك الآية، وسنوضّح كيفية الاستدلال بها، ونتعرّض هناك لشبهة اشتراك لفظ «الوليّ» مرّةٌ أُخرى.
* * *
(1) سير أعلام النبلاء 22 : 253.
(2) مرآة الجنان 4 : 45.
(3) طبقات الشافعية 1 : 571 رقم 524.