بطلان القول بوضعه
ومن هنا يظهر أنّ القول بكونه حديثاً موضوعاً من قبل الشيعة كذبٌ وبهتان:
قال ابن الجوزي ـ بعد أنْ رواه ببعض طرقه ـ: «فهذه الأحاديث كلّها من وضع الرافضة، قابلوا بها الحديث المتّفق على صحّته في: سدّوا الأبواب إلاّ باب أبي بكر»(1).
وقال ابن تيميّة: «هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة»(2).
وقال ابن كثير الشامي: «ومن روى: إلاّ باب عليّ ـ كما في بعض السُنن ـ فهو خطأ، والصواب ما ثبت في الصحيح»(3).
فابن كثير يقول: «هو خطأ».
لكنّ ابن الجوزي وابن تيميّة يقولان: «موضوع»، ويضيفان: أنّ الشيعة وضعوه على «طريق المقابلة» لحديث: «سدّوا الأبواب إلاّ باب أبي بكر»؛ لكنّ الحديث في أبي بكر ليس: «باب أبي بكر»، وإنّما: «خوخة أبي بكر»..
وإذا درسنا حديث: «خوخة أبي بكر» في كتابي البخاري ومسلم ـ وهما أصحّ الكتب عندهم ـ عرفنا أنّ هذا هو الموضوع على «طريق المقابلة» لحديث: «سدّوا الأبواب إلاّ باب عليّ» المنصوص على صحّته من قبل الجمع الكثير من أئمّتهم..
(1) كتاب الموضوعات 1 : 366.
(2) منهاج السُنّة 5 : 35.
(3) تفسير القرآن العظيم 2 : 311.