* المنتحلون المذاهب من الرواة في الصحاح:
فقد جاء بترجمة «عمر بن ذرّ» ـ وهو من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي، والموصوف بالإمام الزاهد العابد، وكان رأساً في الإرجاء ـ، عن علي بن المديني، قال: «قلت ليحيى القطّان: إنّ عبدالرحمن قال: أنا أترك من أهل الحديث كلّ رأس في بدعة؛ فضحك يحيى وقال: كيف تصنع بقتادة؟! كيف تصنع بعمر بن ذرّ؟! كيف تصنع بابن أبي روّاد؟! وعدَّ يحيى قوماً أمسكت عن ذِكرهم، ثمّ قال يحيى: إنْ تَرَكَ هذا الضرب تَرَكَ حديثاً كثيراً»(1).
وبترجمة «عبداللّه بن أبي نجيح» ـ وهو من رجال الصحاح الستّة ـ «قال البخاري: كان يُتّهم بالاعتزال والقدر، وقال ابن المديني: كان يرى الاعتزال، وقال أحمد: أفسدوه بأخرة وكان جالَس عمرو بن عبيد، وقال علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن أبي نجيح من رؤوس الدعاة»(2).
وبترجمة «شبابة بن سوار» ـ من رجال الصحاح الستّة ـ «قال أحمد: كان داعيةً إلى الإرجاء»(3).
وبترجمة «عبد المجيد بن أبي روّاد» ـ من رجال مسلم والأربعة ـ: «قال أبو داود: كان رأساً في الإرجاء. وقال يعقوب بن سفيان: كان مبتدعاً داعيةً»(4).
وبترجمة «عبّاد بن منصور» ـ من رجال الأربعة ـ: «قال ابن حبّان: قدري داعية…»(5).
وقال الذهبي بترجمة أبي بكر الأزرق ـ بعد أن حكى طعن بعضهم عليه في اعتقاده ـ: «قلت: له أُسوة بخلق كثير من الثقات الّذين حديثهم في الصحيحين أو أحدهما، ممّن له بدعة خفيفة، بل ثقيلة، فكيف الحيلة؟! نسأل اللّه العفو والسماح»(6).
قلت:
قد ذكر السيوطي أسماء جمع منهم حيث قال: «فائدة: أردت أنْ أسرد هنا من رمي ببدعة ممّن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما»، ومن شاء الوقوف على تلك الأسماء فليراجع(7).
(1) سير أعلام النبلاء 6 : 387.
(2) سير أعلام النبلاء 6 : 126.
(3) سير أعلام النبلاء 9 : 514.
(4) سير أعلام النبلاء 9 : 435.
(5) سير أعلام النبلاء 7 : 105.
(6) سير أعلام النبلاء 13 : 395.
(7) تدريب الراوي 1 : 388.