الحديث «6»:
قال أبو نعيم: «حدّثنا محمّد بن حميد، ثنا علي بن سراج المصري، ثنا محمّد ابن فيروز، ثنا أبو عمرو لاهز بن عبداللّه، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، قال: ثنا أنس بن مالك، قال: بعثني النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له وأنا اسمع: يا أبا برزة! إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهداً في عليّ بن أبي طالب فقال: إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني.. يا أبا برزة! عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربّي.
حدّثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمّد بن علي بن بن دحيم، ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول، حدّثني صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر الرازي، عن الأعشى الثقفي، عن سلام الجعفي، عن أبي برزة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: إنّ اللّه تعالى عهد إليّ عهداً في عليّ، فقلت: يا ربّ بيّنه لي؟ فقال: اسمع: فقلت: سمعت، فقال إنّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني ومن أبغضه أبغضني، فبشّره بذلك. فجاء عليّ فبشّرته…»(1).
وأخرجه ابن عساكر عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ(2)..
وأخرجه بإسناد له غيره فقال: «أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي، أنا أبو الفرج الشاهد، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النجّار النحوي، أنا أبو عبداللّه محمّد بن القاسم المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب، أنا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن عون بن عبيد اللّه، عن أبي جعفر وعن عمر بن علي، قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:….
(قال ابن عساكر:) هذا مرسل»(3).
ولم يتكلّم ابن عساكر على الإسناد السابق.
وأمّا قوله في الإسناد الأخير: «مرسل» فيردّه أنّ الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام لا يروي إلاّ عن آبائه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. وعمر بن علي إنّما رواه عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام..
ولو كان في الحديث مطعن لذكره ابن عساكر، لكنّه حديث معتبر بلا ريب؛ لأنّ رجاله ثقات بلا كلام..
و«عباد بن يعقوب» الرواجني من رجال البخاري، والترمذي، وابن ماجة؛ قال ابن حجر: «صدوق رافضي، حديثه في البخاري مقرون، بالغ ابن حبّان فقال: يستحقّ الترك»(4)..
و«علي بن هاشم» بن البريد من رجال البخاري في المتابعات، ومسلم، والأربعة؛ وقال ابن حجر: «صدوق يتشيّع»(5).
فالحقّ مع السيّد في قوله:
«وأنت ترى هذه الأحاديث الستّة نصوصاً صريحة في إمامته ولزوم طاعته عليه السلام».
(1) حلية الأولياء 1 : 66 ـ 67.
(2) تاريخ مدينة دمشق 42 : 290.
(3) تاريخ مدينة دمشق 42 : 270.
(4) تقريب التهذيب 1 : 394.
(5) تقريب التهذيب 2 : 45.