3 ـ عبداللّه بن عمر:
قال الحافظ ابن شهرآشوب السروي(1): «تفسير(2) أبي يوسف يعقوب بن سفيان: حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه)أمر اللّه الصحابة أن يخافوا اللّه.
ثمّ قال: (وكونوا مع الصادقين) يعني: مع محمّد وأهل بيته»(3).
هذا السند صحيح بلا كلام.
وقد أسنده الحافظ الحاكم الحسكاني، قال: «أخبرنا عقيل، قال: أخبرنا علي، قال: أخبرنا محمّد، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن عثمان الفسوي بالبصرة، قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدّثنا ابن قعنب، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن عبداللّه بن عمر، في قوله تعالى: (اتّقوا اللّه) قال: أمر اللّه أصحاب محمّد بأجمعهم أن يخافوا اللّه.
ثمّ قال لهم: (وكونوا مع الصادقين) يعني: محمّداً وأهل بيته»(4).
و«يعقوب بن سفيان الفسوي» المتوفّى سنة 277 وصفه الذهبي بـ: «الإمام الحافظ الحجّة الرحّال، محدّث إقليم فارس» قال: «وله تاريخ كبير جمّ الفوائد»(5).
وتوجد ترجمته في: تهذيب التهذيب 11 : 338، وتذكرة الحفّاظ 2 : 582، والبداية والنهاية 11 : 59، وشذرات الذهب 2 : 171، وغيرها.
أقول:
فهذه هي الرواية المسندة عند القوم عن عبداللّه بن عمر، فليتحقّق عمّا نسب إليه في تفسير ابن كثير، واللّه العالم.
* * *
(1) توجد ترجمته في: الوافي بالوفيات 4 : 164، بغية الوعاة 1 : 181، البلغة في علماء النحو واللغة ـ للفيروزآبادي ـ: 278، وغيرها من مصادر أهل السُنّة.
(2) كذا، والصحيح أنّه «تاريخ» واسم الكتاب «المعرفة والتاريخ»، وقد ذكر إسناده في أوّل الكتاب، قال: «إسناد تاريخ الفسوي، عن أبي عبداللّه المالكي، عن محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان، عن درستويه النحوي، عن يعقوب بن سفيان» المناقب 1 : 23.
و«ابن درستويه» هو عبداللّه بن جعفر بن درستويه النحوي، وهو راويته وخاتمة أصحابه، كما ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء 13 : 181.
(3) مناقب آل أبي طالب 3 : 111.
(4) شواهد التنزيل 1 : 262 / 357.
(5) سير أعلام النبلاء 13 : 180.