3 ـ رواية الحاكم الحسكاني:
ورواه الحافظ الحاكم الحسكاني بأسانيد عديدة(1)، منها:
* قوله: «حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه اللّه، قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان ـ ببغداد ـ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد بن الفرات، حدّثنا عبدالحميد الحِمّاني، عن قيس، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسؤولون)، قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب».
* وقوله: «حدّثنا أبو عبدالرحمن السلمي إملاءً، أخبرنا محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ، حدّثنا أبو عبداللّه الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثنا أحمد، حدّثنا عبدالحميد، حدّثنا قيس، عن عطيّة، عن أبي سعيد، عن النبيّ، في قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسؤولون)، قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب».
* وقوله: «حدّثني أبو الحسن الفارسي، حدّثنا أبو الفوارس الفضل ابن محمّد الكاتب، حدّثنا محمّد بن بحر الرهني ـ بكرمان ـ، حدّثنا أبو كعب الأنصاري، حدّثنا عبداللّه بن عبدالرحمن، حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا محمّد بن فضيل، حدّثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: إذا كان يوم القيامة أُوقَف أنا وعليٌّ على الصراط، فما يمرّ بنا أحد إلاّ سألناه عن ولاية عليّ، فمن كانت معه وإلاّ ألقيناه في النار، وذلك قوله: (وقفوهم إنّهم مسؤولون).
* وقوله: «أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر البيضاوي، حدّثنا علي بن العبّاس، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا محمّد بن أبي مرّة، عن عبداللّه بن الزبير، عن سليمان بن داود بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن أبي جعفر في قوله: (وقفوهم إنّهم مسؤولون) قال: عن ولاية علي».
(قال): «ومثله عن أبي إسحاق السبيعي، وعن جابر الجعفي في الشواذ».
? وسابعاً: ومن العلماء الأعلام من أرسل هذا الخبر إرسال المسلّم، وأيّده بشواهد من سائر الأحاديث المعتبرة، وإليك بعض النصوص:
* قال شهاب الدين الخفاجي(2):
«قال الحافظ جمال الدين الزرندي(3) ـ عقب حديث: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ـ:
قال الإمام الواحدي(4) ـ رحمه اللّه تعالى ـ: هذه الولاية التي أثبتها النبيّ صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم لعليّ مسؤول عنها يوم القيامة.
وروى في قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسؤولون) أي: عن ولاية عليٍّ وأهل البيت؛ لأنّ اللّه تعالى أمر نبيّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم أن يعرّف الخلق أنّه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلاّ المودّة في القربى. والمعنى: إنّهم يُسألون هل والَوْهُم حقّ الموالاة كما أوصاهم النبيّ، أم أضاعوها وأهملوها، فيكون عليهم المطالبة والتبعة؟! انتهى.
وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي، عن ثمامة بن عبداللّه بن أنس، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم: إذا كان يوم القيامة ونصب على شفير جهنّم لم يجز عليه إلاّ من كان معه كتاب ولاية عليّ بن أبي طالب….
وفي حديث: والذي نفسي بيده، لا يزول قدم عن قدم يوم القيامة حتّى يسأل اللّه تعالى الرجل عن أربع: عمره فيمَ أفناه، وعن جسده فيمَ أبلاه، وعن ماله ممّن كسبه وفيم أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت. فقال له عمر: يا نبيّ اللّه! وما آية حبّكم؟ فوضع يده على رأس عليّ وهو جالس إلى جانبه وقال: آية حبّي حب هذا من بعدي»(5).
* وقال شيخ الإسلام الحمويني(6):
«أخبرني الشيخ الإمام العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني ـ في ما أجاز لي أن أرويه ـ، عن أبي الحسن المؤيّد بن محمّد الطوسي ـ إجازة ـ، أنبأنا عبدالحميد بن محمّد الخواري ـ إجازة ـ، عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، قال ـ بعد روايته حديث: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ـ:
هذه الولاية التي أثبتها النبيّ لعليٍّ مسؤول عنها يوم القيامة.
أخبرنا أبو إبراهيم(7) بن أبي القاسم الصوفي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ، أنبأنا أبو عبداللّه الحسين بن عبداللّه بن محمّد بن عفر، أنبأنا أحمد بن الفرات، حدّثنا عبدالحميد الحِمّاني، حدّثنا قيس، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في قوله عزّ وجلّ: (وقفوهم إنّهم مسؤولون)، قال: عن ولاية عليّ بن أبي طالب….
قال الواحدي: والمعني: إنّهم يُسألون هل والوه حقّ الموالاة كما أوصاهم به رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم؟!»(8).
وقال السمهودي(9):
«قال الحافظ جمال الدين الزرندي، عقب حديث: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه:
قال الإمام الواحدي: هذه الولاية التي أثبتها النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مسؤول عنها يوم القيامة. وروي في قوله تعالى: (وقفوهم إنّهم مسؤولون)أي: عن ولاية عليٍّ وأهل البيت….
قلت: وقوله: (روي في قوله تعالى…) يشير إلى ما أخرجه الديلمي، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اللّه عنه ـ مرفوعاً (وقفوهم إنّهم مسؤولون) عن ولاية عليّ بن أبي طالب….
ويشهد لذلك قوله ـ في بعض الطرق المتقدّمة ـ: واللّه سائلكم: كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي؟!
وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي….
وسيأتي في الذِكر العاشر حديث: والذي نفسي بيده، لا يزول قدم عن قدم يوم القيامة حتّى يسأل اللّه تعالى الرجل عن أربع…»(10).
(1) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: 160 ـ 164. طبع مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، الطبعة الأُولى 1411 هـ ـ 1990 م. طهران.
(2) وهو: شهاب الدين أحمد بن محمّد الخفاجي، المتوفّى سنة 1069، ترجم له المحبّي في خلاصة الأثر في أعلام القرن الحادي عشر ووصفه بأوصاف جليلة، له مؤلّفات منها: حاشية تفسير البيضاوي، شرح الشفاء للقاضي عياض، تفسير آية المودّة، وغير ذلك.
(3) توجد ترجمته في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 4 : 295، وشذرات الذهب 6 : 281 وغيرهما من المصادر… وكان حافظاً، فقيهاً، ولي قضاء المدينة المنوّرة، ودرّس بالحرم النبوي الشريف، وتوفّي سنة 750.
(4) تقدّم موجز ترجمته.
(5) تفسير آية المودة ـ للحافظ شهاب الدين الخفاجي ـ: 82، وانظر: نظم درر السمطين ـ للحافظ الزرندي ـ: 109.
(6) المتوفّى سنة 730، توجد ترجمته في المعجم المختص للذهبي، وفي الأنساب للسمعاني، وفي الوافي بالوفيات للصفدي، وفي غير هذه الكتب.
(7) كذا.
(8) فرائد السمطين 1 : 78 ـ 79 ح 46 و 47.
(9) وهو: الحافظ السيّد علي بن عبداللّه الحسني المدني، المتوفّى سنة 911، توجد ترجمته في الضوء اللامع 5 : 245، النور السافر: 85 وغيرهما من المصادر.
(10) جواهر العقدين 1 : 108 ط بغداد.