هل يطعن مسلمٌ في الإمام الصادق عليه السّلام؟!
أقول:
وأيُّ مسلم يجرؤ على التعبير عن الإمام الصادق عليه السلام بمثل هذه التعابير؟!
سبحان اللّه!!
إنّه عندما ينقل السيّد عن وفيات الأعيان بقاء مالك بن أنس جنيناً في بطن أُمّه ثلاث سنين، يقول هذا المتقوّل: «فلا ندري ماذا يريد بذلك؟! هل يريد الغمز بالإمام مالك؟! أم يريد التهويل والإزراء على أهل السُنّة بروايتهم ذلك؟!».
وعندما يعترض أحد علماء الأزهر ـ وهو الشيخ محمّد الغزّالي ـ على الحافظ ابن حجر العسقلاني قبوله حديث الغرانيق الباطل قائلاً: «فهل وعى ذلك من قبل حديث الغرانيق وقال: إنّ تظاهر الروايات يجعل له أصلاً ما، والقائل محدّث كبير؟!»؛ يقول متقوّل آخر: «لمز الأُستاذ بعض علماء الإسلام الأفاضل الّذين بذلوا حياتهم خدمةً للإسلام والمسلمين أمثال الحافظ العلاّمة ابن حجر العسقلاني….
هذا المحدّث الكبير الذي لمزه الأُستاذ بعدم الوعي لم يسمّه لنا هنا، ولكن سمّاه لنا في كتاب آخر بأنّه: ابن حجر.
سبحان اللّه! حافظ علاّمة عالم ربّاني رحمه اللّه تعتبر كتبه من أعظم الكنوز في المعارف الإسلامية، يلمزه الأُستاذ ـ هداه اللّه ـ بقوله: فهل وعى؟ هذه الكلمة التي قد تقال في بعض المتعلّمين، أمّا جبال العلم أمثال ابن حجر رحمه اللّه فلا أتصوّر أن الأُستاذ يوافقني على لمزهم بهذا»(1).
فإذا كان ما ذكره السيّد «غمزاً» وما قاله الشيخ «لمزاً»… فهل يقول من يؤمن باللّه واليوم الآخر، عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّه لا يُحتجّ به في التفسير؟! وأنّه ليس من أئمّة المفسّرين؟! وأنّ قوله غير معتبر؟! وأنّ تفسيره ترّهات لا يقول بها من يحترم نفسه…؟! ولا يؤيّده نقل صادق ولا عقل حاذق…؟!
فإذا ما قارنت بين هذا الكلام ـ وهو في الإمام الصادق عليه السلام، الذي قال فيه مالك بن أنس: اختلفت إليه زماناً، فما كنت أراه إلاّ على ثلاث خصال، إمّا مصلٍّ وإمّا صائم وإمّا يقرأ القرآن وما رأيته يحدث إلا على طهارة. إلى هنا في تهذيب التهذيب وبقية كلامه لم ترد فيه، وما رأت عين ولا سمعت أُذن ولا خَطَرَ على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادةً وورعاً»(2) ـ وبين انزعاجهم من أن يقال في أحد علمائهم كلمة «ما وعى» مثلاً… عرفت أنّهم يناصبون العِداء لأهل البيت عليهم السلام ويحاولون التكتّم على ذلك، ولكن (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)(3) (قل إنْ تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه اللّه)(4) (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه)(5).
(1) كتب حذّر منها العلماء 1 / 221 ـ 222، وهو كتابٌ نشرته الفرقة السلفيّة، حذّرت فيه الناس من قراءة مئات الكتب المؤلّفة من قبل علماء الشيعة والسُنّة في الردّ والطعن على ابن تيميّة وابن عبدالوهّاب وأمثالهما، فكان كتاب الشيخ الغزّالي واحداً منها لأنّه لمز فيه ابن حجر العسقلاني في القضيّة التي ذكرها، وابن عبدالوهّاب في قضيّة أُخرى مثلها!!
(2) تهذيب التهذيب 2 : 88.
(3) سورة آل عمران 3 : 118.
(4) سورة آل عمران 3 : 118.
(5) سورة البقرة 2 : 284.