من أسانيد المعتبرة
ثم إنّ غير واحد من أسانيد هذا الخبر معتبر بلا كلام:
* فطريق الحافظ ابن أبي حاتم الرازي صحيح:
«محمّد بن هارون» الفلاس، المتوفّى سنة 265، وثّقه ابن أبي حاتم، والحافظ الذهبي(1).
و«عبداللّه بن إسماعيل» ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه(2)، وتابعه الخطيب في تاريخه(3).
و«شعيب بن الضحّاك» أبو صالح، حدّث عن سفيان بن عيينة، وعنه عبدالسلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وعبداللّه بن إسماعيل المدائني البزّاز، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يجرحه(4)، وكذا الخطيب(5).
و«سفيان بن عيينة» الإمام الكبير، من رجال الصحاح الستّة، وفضائله كثيرة عندهم جدّاً(6).
و«عبداللّه بن أبي نجيح» من رجال الصحاح الستّة(7).
و«مجاهد» من رجال الصحاح الستّة أيضاً(8).
هذا، مضافاً إلى أن مثل ابن تيمية يشهد بأنّ تفسير ابن أبي حاتم من التفاسير المعتبرة، وأنه خال عن الموضوعات(9).
* وطريق الحافظ ابن حجر صحيح كذلك.
فهو طريق الحافظ الطبراني نفسه، الذي لم يتكلّم فيه إلاّ من جهة «الأشقر» وقد تابعه ـ وفي الرواية عن «سفيان» ـ في طريق الحافظ ابن حجر «الفيض بن وثيق» الذي وثّقه كبار الأئمّة، كالحاكم وابن حبّان، وروى عنه مثل أبي حاتم وأبي زرعة، وذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه، وقال الذهبي: هو مقارب الحال.
* وطريق الحافظ الطبراني صحيح على التحقيق، وكذا كلّ طريق لم يتكلّم فيه إلاّ من جهة «حسين الأشقر»، قال الحافظ الهيثمي ـ بعد روايته عن الطبراني ـ: «وفيه حسين بن حسن الأشقر، وثّقه ابن حبّان وضعّفه الجمهور، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح»(10) وذلك لِما تقدَّم منّا ـ في ترجمة «الأشقر» ـ من أنّه صدوق عند: أحمد، والنسائي، ويحيى بن معين، وابن حبّان، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم، وإنّما ذنبه الوحيد هو التشيّع، قال ابن حجر: «الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي، صدوق، يهم، ويغلو في التشيّع، من العاشر، مات سنة 208»(11)، وقد تقرّر عندهم أنّ التشيّع لا يضرّ بالوثاقة.
(1) سير أعلام النبلاء 12 : 327.
(2) الجرح والتعديل 5 : 4.
(3) تاريخ بغداد 9 : 410.
(4) الجرح والتعديل 4 : 348.
(5) تاريخ بغداد 9 : 242.
(6) أُنظر مثلاً: سير أعلام النبلاء 8 : 454.
(7) تقريب التهذيب 1 : 456.
(8) تقريب التهذيب 2 : 228.
(9) منهاج السُنّة 7 : 13.
(10) مجمع الزوائد 9 : 102.
(11) تقريب التهذيب 1 : 175.