قوله تعالى: (يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ولا تتّبعوا خطوات الشيطان)(1).
قال السيّد:
«ألم تكن من السلم الذي أمر اللّه بالدخول فيه فقال: (يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ولا تتّبعوا خطوات الشيطان)؟!».
فقال في الهامش:
«أخرج العلاّمة البحريني في الباب 224 من كتابه غاية المرام اثني عشر حديثاً من صحاحنا في نزولها بولاية علي والأئمّة من بنيه، والنهي عن اتّباع غيرهم. وذكر في الباب 223 أنّ الأصفهاني الأُموي روى ذلك عن علي من عدّة طرق»(2).
أقول:
«الأصفهاني الأُموي» هو: أبو الفرج علي بن الحسين صاحب كتاب (الاغاني) وكتاب (مقاتل الطالبيين) المتوفّى سنة: 356، ينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أُميّة، وكان أديباً فاضلاً، عالماً بأيام الناس والأنساب والسير، روى عنه جماعة من كبار الأئمّة، كالدارقطني، وصنّف كتباً كثيرة، أشهرها ما ذكرناه، وهما مطبوعان منتشران، ومصنفاته الأُخرى مخطوطة أو مفقودة، منها كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام وهو الكتاب الذي نقل عنه السيّد البحراني المتوفّى سنة 1107 فى كتابه غاية المرام بلا واسطة ممّا يدلّ على وجوده عنده، وقد ذكر هذا الكتاب لأبي الفرج الشيخ أبو جعفر الطوسي، حيث ترجم له فقال: «له كتاب الأغاني، كبير. وكتاب مقاتل الطالبيين، وغير ذلك من الكتب، وكتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام، وكتاب فيه كلام فاطمة عليها السلام في فدك. وغير ذلك من الكتب» ثمّ قال الشيخ أبو جعفر: «أخبرنا عنه جماعة منهم أحمد بن عبدون بجميع كتبه ورواياته. وروى عنه الدوري»(3).
وكذا سماه شيخنا الطهراني في الذريعة(4) وسمّاه ابن شهرآشوب باسم: كتاب التنزيل في أمير المؤمنين(5) وتبعه بعض المؤلّفين في التراجم كصاحب ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب.
* * *
(1) سورة البقرة 2 : 208.
(2) المراجعات: 29.
(3) الفهرست: 544 رقم 899.
(4) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 19 : 28.
(5) معالم العلماء: 141.